للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مكة: إن محمدًا يقول القرآن من تلقاء نفسه.

٢ - قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ} قال أبو إسحاق (١): لما ذكر أنهم لا يؤمنون، عرف الدليل الذي يوجب التصديق بالخالق، فقال: {اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا} الآية، العمد (٢): الأساطين، ومنه قول النابغة (٣):

يَبْنُون تَدْمُر بالصُّفّاح (٤) والعَمَدِ

وهو جمع عماد، يقال: عماد، وعُمَد، وعُمُد، مثل إهابٌ، وأهَبٌ وأُهُبٌ، قال ذلك أبو إسحاق (٥) في قوله {عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ} [الهمزة: ٩]، وقال الفراء (٦): العُمُد والعَمَد جمع العمود، مثل أديم وأُدُم، وأدَم، وقَضْم وقُضْم، قُضُم والعماد والعمود ما يعمد به الشيء، يقال: عمدت الحائط أعمده عمدًا، إذا دعمته فاعتمد الحائط على العماد، أي امتسك به، ومن هذا يقال: فلان عمدة قومه؛ إذا كانوا يعتمدونه فيما يحزبهم.


(١) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ١٣٦.
(٢) "تهذيب اللغة" (عمد) ٣/ ٢٥٦١.
(٣) عجز بيت للنابغة وصدره:
وخيس الجن إني قد أذنت لهم
انظر: "ديوانه" ص ١٣، و"المحرر الوجيز" ٨/ ١١١، و"البحر المحيط" ٥/ ٣٥٧، و"الدر المصون" ٧/ ١٠، و"تهذيب اللغة" (عمد) ٣/ ٢٥٦١، و"مختار الشعر الجاهلي" ١٥٢، و"اللسان" (عمد) ٥/ ٣٠٩٧، وخيس: ذلل، تَدْمر: بلدة بالشام، الصفاح: حجارة عراض رقاق.
(٤) في (أ)، (ب): (بالصفائح).
(٥) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٦٢.
(٦) "معاني القرآن" ٣/ ٢٩١، وفيه: جمعان للعمود.

<<  <  ج: ص:  >  >>