للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والتفصيل، والتَفْسِرَة: كل شيء يعرف به تفسير الشيء ومعناه. ولهذا قيل للبول الذي ينظر فيه الأطباء، فيستدلون به على علة العليل: تَفْسِرة (١)

٣٤ - قوله تعالى: {الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ} قال الكلبي: هم أهل الكتاب. وقال مقاتل: هم كفار مكة (٢)؛ وذلك أنهم قالوا لمحمد، وأصحابه: هم شر خلق الله. فأنزل الله هذه الآية. قال أنس: سُئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: كيف يحشر أهل النار على وجوههم؟ فقال:"إن الذي أمشاهم على أرجلهم قادر على أن يمشيهم على وجوههم" (٣).


(١) "العين" ٧/ ٢٤٧ (فسر)، ونقله عنه الأزهري، "تهذيب اللغة" ١٢/ ٤٠٦.
(٢) "تفسير مقاتل" ص ٤٥ ب. وفي "تنوير المقباس" ص ٣٠٣: أبو جهل وأصحابه.
(٣) أخرجه الواحدي بسنده، في "الوسيط" ٣/ ٣٤٠، وقال في آخره: رواه البخاري، عن عبد الله بن محمد عن يونس بن محمد. نعم، هو كذلك عند البخاري من حديث أنس -رضي الله عنه- في التفسير، باب {الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ} رقم ٤٧٦٠، "الفتح" ٨/ ٤٩٢، ولفظه: (أن رجلاً قال: يا نبي الله يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة؟ قال: أليس الذي أمشاه على الرجلين في الدنيا قادراً على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة). وأخرجه مسلم ٤/ ٢١٦١، كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، رقم ٢٨٠٦، وفيه: قال قتادة: بلى، وعزة ربنا. وأخرجه الطبري ١٩/ ١٢، عن أنس -رضي الله عنه- من ثلاثة طرق. ونظير هذه الآية قوله تعالى: {وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا} [الإسراء: ٩٧]، وبهذا يبطل القول بأن هذا تمثيل، كما يقال: جاءني على وجهه، أي: كارهاً. وقد ذكر هذا القول النحاس ٣/ ١٦٠، وصدره بقوله: قيل، ولم يدفعه، مع أنه قد ذكر الحديث المرفوع السابق. وكذلك لك فعل ابن عطية ١١/ ٣٨. أما القرطبي ١٠/ ٣٣٣، فقد قال بعد ذكر حديث أنس -رضي الله عنه-. فرحمه الله. وجزم ابن جزي بأن هذا حقيقة لحديث أنس -رضي الله عنه- يذكر غيره. وكذا فعل ابن كثير ٦/ ١١٠، حيث اقتصر على ذكر هذا الحديث، ثم قال: وهكذا قال مجاهد، والحسن، وقتادة، وغير واحد من المفسرين. قال =

<<  <  ج: ص:  >  >>