للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القرآن (١)، لكنه قصره في الغالب على النحو مبرزًا مذهبه البصري، وليس فيه من المعاني إلا النزر اليسير (٢)، ولعل السر في ذلك أنه أفرد المعاني في كاب آخر في "غريب القرآن" (٣)، ويعتبر الأخفش من العلماء الذين اهتموا بالنحو دون اللغة (٤)، ولذلك أخذ عنه الواحدي كثيرًا من مسائل النحو، أحيانًا يكون النقل مباشرة وتارة يكون بواسطة.

[مثال النقل مباشرة]

تفسير قوله تعالى: {بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ} [البقرة: ٨١] قال: وقال الأخفش: الخِطْء: الإثم وهو ما أصابه متعمدًا والخطأ غير المتعمد. ويقال من هذا: أخطأ يُخْطِئُ.

قال الله تعالى: {وَلَيسَ عَلَيكم جُنَاحٌ فِيمَآ أَخطَأتُم بِهِء وَلكن مَّا تَعَمَّدَت قُلوبُكم} [الأحزاب: ٥] واسم الفاعل من هذا: مخطئ، فأمّا خطيئة فاسم الفاعل منه: خاطئٌ، وهو المأخوذ به فاعله، وفي التنزيل {لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ} [الحاقة: ٣٧] (٥).


(١) يدل لذلك: ما ورد عنه أنه ألف كتابه تلبية لطلب الكسائي ثم جعله الكسائي إمامًا وعمل عليه كتابًا في المعاني، وعمل الفراء كتابه فى المعانى عليهما. ينظر: "إنباه الرواة" ٢/ ٣٧ و"إشارة التعيين" ص ١٣٢.
(٢) يؤكد ذلك ذكره لبعض الأبواب النحوية عند بعض الآيات كباب الإضافة ١/ ٣٩ و"باب اسم الفاعل" ١/ ٤٤ و"باب إضافة أسماء الزمان إلى الفعل" ١/ ٤٥.
(٣) اعتمد الثعلبي على هذا الكتاب وذكر ذلك فى مقدمة "تفسيره".
(٤) ينظر: "طبقات النحويين واللغويين" ص ٧٣.
(٥) قال أبو حاتم كما في "تهذيب اللغة" ٩/ ٢٠: ولم يكن عالمًا بكلام العرب، وكان عالمًا بقياس النحو. وقد ورد ما يدل على علمه باللغة كما في "طبقات النحويين" ص ٧٤ لكنه في باب النحو أبصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>