للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ينهى عن الفحشاء والمنكر.

قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} قال ابن عباس: يريد لا يخفى عليه شيء.

٤٦ - قوله تعالى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} أي: بالقرآن والدعاء إلى الله بآياته، والتنبيه على حُجَجه (١) {إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} إلا من أبى أن يقرَّ بالجزية، ونَصَب العرب، فأولئك فجادلوهم حتى يسلموا، أو يعطوا الجزية {وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ} الآية، وهذا معنى قول (٢) وقتادة وسعيد بن جبير وابن زيد؛ قالوا في قوله: {إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} أهل العرب، ومن لا عهد له فجادلوا هؤلاء بالسيف (٣).

قال ابن زيد: ظلموا بالإقامة على كفرهم بعد قيام الحجة عليهم (٤).

وقال آخرون: كان هذا قبل أن أُمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالقتال، قيل له: {وَلَا تُجَادِلُوا} من أتاكم من أهل الكتاب {إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} يعني: تعظونهم بالقرآن، وتدعوهم إلى الإسلام {إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} وهم الذين قالوا: مع الله إله، أو له ولد، أو شريك، أو يد الله مغلولة، وأن الله فقير، أو آذوا محمدًا فهؤلاء انتصروا منهم (٥).


(١) تفسير ابن جرير ٢١/ ١، بنصه. و "تفسير الثعلبي" ٨/ ١٦١ أ.
(٢) هنا بياض. ولعله: مجاهد؛ لإخراج ابن جرير ذلك عند والله أعلم.
(٣) "تفسير الثعلبي" ٨/ ١٦١ أ.
(٤) أخرجه ابن جرير ٢١/ ٢. عن ابن زيد، ومجاهد، وسعيد بن جبير. و"تفسير الثعلبي" ٨/ ١٦١ أ، عن ابن زيد.
(٥) أخرج ابن جرير ٢١/ ٢، عن قتادة بنحوه، وآخره من قوله: قالوا: مع الله إله أخرجه ابن جرير ٢١/ ١، وابن أبي حاتم ٩/ ٣٠٧٠، عن مجاهد.

<<  <  ج: ص:  >  >>