للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال ابن قتيبة: ويكون الظلم: الجَحْد؛ كقوله: {فَظَلَمُوا بِهَا}، أي: جحدوا بأنها من الله، وكقوله: {بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ} [الأعراف: ٩] , أي: يجحدون (١)، وذكرنا معاني الظلم في سورة البقرة (٢).

وقوله تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ}، أي: العبر والدلالات، {إِلَّا تَخْوِيفًا}: للعباد؛ ليتعظوا ويخافوا، قال قتادة: إن الله يخوف الناس بما يشاء من آياته، لعلهم يعتبرون (٣) أو يتذكرون أو يرجعون (٤).

٦٠ - قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ} قال مجاهد: أحاط بالناس فهم في قبضته (٥)، وقال قتادة: يقول: يمنعك من الناس حتى تبلغ رسالة ربك (٦)، وقالا الحسن: أي حال بينهم وبين أن يقتلوك (٧)؛ كما


(١) "تأويل مشكل القرآن" ص ٤٦٨، بنصه
(٢) آية [٣٥].
(٣) في جميع النسخ: يعينون، وفي "الدر المنثور" والألوسي: (يعتبون)، والتصويب من تفسير الطبري والثعلبي، ويحتمل الرسم أنها يفيئون؛ والله أعلم.
(٤) أخرجه "الطبري" ١٥/ ١٠٩ بنصه، وورد في "تفسير الثعلبي" ٧/ ١١٢ أبنصه، وانظر: "تفسير البغوي" ٥/ ١٠٢، و"ابن كثير" ٣/ ٥٥، و"الدر المنثور" ٤/ ٣٤٥، و"تفسير الألوسي" ١٥/ ١٠٤.
(٥) "تفسير مجاهد" ص ٤٣٨ بنصه، وأخرجه "الطبري" ١٥/ ١١٠ بنصه من طريقين، وورد بنصه في "معاني القرآن" للنحاس ١/ ٣٦٤، و"تفسير هود الهواري" ٢/ ٤٢٨، و"الماوردي" ٣/ ٢٥٣.
(٦) أخرجه "عبد الرزاق" ٢/ ٣٨٠ مختصرًا، وأخرجه "الطبري" ١٥/ ١١٠ بنصه وبنحوه، وورد في "تفسير السمرقندي" ٢/ ٢٧٤ بنصه، و"الماوردي" ٣/ ٢٥٣، بنحوه.
(٧) أخرجه "الطبري" ١٥/ ١١٠ - بمعناه من طريقين، وورد في "معاني القرآن" للنحاس ٤/ ١٦٨ - بمعناه، والماوردي ٣/ ٢٥٣ - بمعناه. انظر: "تفسير السمعاني" =

<<  <  ج: ص:  >  >>