للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الجراحات، فذلك قوله: {وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ} (١) والصحيح أن هذا يقوله الملائكة لهم في الآخرة (٢)

٥١ - قوله تعالى: {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ} هذا إخبار عن قول الملائكة لهم، وأما محل {ذَلِكَ} فيجوز أن يكون رفعًا وخبره: {بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ} ويجوز أن يكون خبره محذوفًا على تقدير: ذلك جزاؤكم بما قدمت أيديكم، [ويجوز أن يكون محل ذلك نصبًا على معنى: فعلنا ذلك بما قدمت أيديكم] (٣) وهذا معنى قول الفراء (٤).

و {ذَلِكَ} في هذه الآية بمعنى: هذا، أي: هذا العذاب الذي هو عذاب الحريق بما قدمت أيديكم، وذكرنا جواز أن يكون (ذلك) بمعنى: هذا عند قوله: {الم (١) ذَلِكَ الْكِتَابُ} [البقرة: ١ - ٢].

وحكى صاحب النظم في معنى (ذلك) أنه نقيض (لا) فكما أن (لا) ينفي ما قبله (٥)، فـ (ذلك) تثبيت لما قبله على مناقضته [وكذلك (كلا) نفي لما قبله و (كذلك) تثبيت لما قبله] (٦) على مناقضته (كلا).


(١) ذكر هذا القول دون نسبة الثعلبي ٦/ ٦٧ أ، والبغوي ٣/ ٣٦٨، والزمخشري ٢/ ١٦٣، وابن الجوزي ٣/ ٣٦٩، وعزاه الرازي في "تفسيره" ١٥/ ١٧٨ إلى ابن عباس، وعندي شك في هذا العزو، وذلك أن الرازي فسر هذه الجملة بما ذكره الواحدي هنا تمامًا لكنه أسقط هو أو أحد النساخ قول ابن عباس السابق وما بعده، وعزا هذا القول إلى ابن عباس.
(٢) وهذا ما ذهب إليه ابن جرير ١٠/ ٢٢، والثعلبي ٦/ ٦٧ أ.
(٣) ما بين المعقوفين ساقط من (ح) و (س).
(٤) انظر: "معاني القرآن" ١/ ٤١٣.
(٥) في (س): (قبلها).
(٦) ما بين المعقوفين من (م).

<<  <  ج: ص:  >  >>