للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٦٢ - قوله تعالى: {وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} قال الكلبي: إلا طاقتها من العمل فمن لم يستطع أن يصلي قائمًا فليصل جالسًا (١) (٢).

وهذا مما سبق الكلام فيه في سورة البقرة (٣).

ولا تعلق للقدرية بهذه الآية إن احتجوا بها علينا في تكليف الكافر الإيمان مع إرادة الله كفره، لأنّ الآية تحمل على ما (٤) لا يتوهم وجوده في المعقول مثل تكليف الأعمى أن ينظر والزَّمِن أن يمشي. فأمّا إيمان الكافر فذلك جائز في الموهوم أن يكون منه والإرادة مغيبة عنا وعنه. ثم يلزمهم مثل هذا في العلم وذلك أنّ كلّ من سبقت الإرادة له بالكفر فقد سبق العلم بأنه يموت كافرا والعلم لا يتبدل والمعلوم لا يتغير. فإن لزمنا على الإرادة تكليف ما لا يطاق لزم القدرية على العلم تكليف ما لا يطاق.

وقوله: {وَلَدَيْنَا كِتَابٌ} قال ابن عباس ومقاتل: يريد اللوح


= تأويل الكلام إلى ذلك إلى تحويل اللام التي في قوله "وهم لها" إلى غير معناها الأغلب عليها. اهـ.
وقول ابن عباس الذي أشار إليه رواه هو في "تفسيره" ١٨/ ٣٤ وابن أبي حاتم (كما في "تغليق التعليق" لابن حجر ٥/ ١٩٠، ورواه البخاري في صحيحه (كتاب القدر- باب حق القلم على علم الله ١١/ ٤٩١) معلقا.
قال ابن حجر في "الفتح" ١١/ ٤٩٢: ويجمع بين تفسير ابن عباس وظاهر الآية أن السعادة سابقة وأن أهلها سبقوا إليها، لا أنهم سبقوها.
(١) في (ظ): (قاعدًا).
(٢) ذكر البغوي ٥/ ٤٢٢ هذا المعنى ولم ينسبه لأحد.
(٣) انظر: "البسيط" عند قوله تعالى: {لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: ٢٨٦].
(٤) في (أ): (عليها).

<<  <  ج: ص:  >  >>