للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الكسائي والفراء (١): ذكر الشجر هاهنا، وفي قوله: {لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ (٥٢)} [الواقعة: ٥٢] ذكرها بالتأنيث، ثم ذكر أيضًا في قوله: {وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ} [النحل: ١٠]، والشجر يؤنث ويذكر كالنخل و [(٢)] قد تقدم الكلام فيه (٣).

وقوله: {نَارًا} يعني: ما جعل من النار في المرخ والعفار، وهما شجرتان تتخذ الأعراب وقودها منهما. وقال ابن عباس: ليس من شجر إلا وفيها نار إلا الشجرة (٤) التي كلم الله موسى منها، وهي العناب (٥).

وقوله: {فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ} أي: تقدحون النار وتوقدونها من ذلك الشجر. قال مقاتل: والذي يخرج من الشجر نارًا وأنتم تبصرونه، والنار تأكل الحطب، فهو قادر على البعث (٦). ومعنى الآية أنه يدلهم على قدرته على البعث بخلقه النار في الشجر الأخضر، ثم إيقادهم النار من الشجر الأخضر. قال مقاتل: ثم ذكر ما هو أعظم خلقا من الإنسان (٧)، فقال: [..] (٨)

٨١ - {أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى}


(١) لم أقف على قول الكسائي. وانظر قول الفراء في: "معاني القرآن له" ٢/ ٣٨٢.
(٢) قدر كلمة في جميع النسخة غير واضحة.
(٣) لم أقف على الموضع الذي أحال المؤلف رحمه الله إليه.
(٤) في (أ): (شجرة).
(٥) لم أقف عليه عن ابن عباس، وقد ذكره الماوردي ٥/ ٣٤ عن الكلبي، والطبرسي في "مجمع البيان" ٨/ ٦٧٩ عن الكلبي أيضًا، والبغوي ٤/ ٢١ عن الحكماء.
(٦) "تفسير مقاتل" ١٠٩ أ.
(٧) المصدر السابق.
(٨) في (أ): زيادة (قوله تعالى)، وهي زيادة لا يحتاجها السياق.

<<  <  ج: ص:  >  >>