للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهو أن تكون الباء متعلقًا بما دل عليه قوله "ليس لك" والمعنى ليس لك (١) أن يستقر لك به علم، كتعلق الظرف بالمعاني، والعلم هاهنا يراد به العلم المتيقن الذي يعلم به الشيء على حقيقته (٢)، ليس العلم الذي يعلم به الشيء على ظاهره كالذي في قوله: {فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ} [الممتحنة:١٠] ونحو ما يعلمه الحاكم من شهادة الشاهدين (٣).

وقوله تعالى: {إِنِّي أَعِظُكَ}، قال ابن عباس (٤): يريد: إني أنهاك. {أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ}، [قال: يريد الآثمين؛ لأن عمل المؤمنين وذنوبهم جهل ليس بكفر، كما قال موسى: {أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} [البقرة: ٦٧]] (٥)، وقال الله تعالى {يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ} [النساء: ١٧] وجهل المؤمن ذنب وليس بكفر.

٤٧ - قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ}، قال ابن عباس (٦): يريد أنك علام الغيوب، وأنا لا أعلم ما غاب عني.

وقال ابن الأنباري: لما أعلمه الله أنه لا يجوز له أن يسأل ما لا علم له بجواز مسألته تلك (٧) اعتذر أجمل اعتذار بقوله: {أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ


(١) ساقط من (جـ).
(٢) في (جـ): (على ظاهره).
(٣) إلى هنا انتهى النقل عن "الحجة" ٤/ ٣٤٤ (بتصرف).
(٤) القرطبي ٩/ ٤٨، "تنوير المقباس" ١٤١.
(٥) ما بين المعقوفين ساقط من (جـ).
(٦) قال به الطبري ١٢/ ٥٤.
(٧) ساقط من (ي).

<<  <  ج: ص:  >  >>