للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {وَمِنَ اَلصَّالِحِينَ}. قال عطاء (١): يريد: مثل: موسى، وإسرائيل (٢)، وإسحاق، وإبراهيم (٣).

٤٧ - قوله تعالى (٤): {قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ} قال أهل المعاني (٥): إنَ مريم لا تستنكر في قدرة الله تعالى خلقَ الولد من غير مَسِيس بَشَرٍ (٦)، وإنَّما قالت هذا؛ لأنَّ في البشرية التعجب مما خرج عن العادة، كما يقول الإنسان: (كيف تَهَبُ ضيعتَك، وهي أنفَس أملاكك.؟!) ليس يشك في هبته، وإنما يتعجب من وجوده. و (البَشَر): الخَلْق. واحدُهُ وجمعُه سواء؛ لأنه بمنزلة المصدر (٧)، نحو (٨): الخَلْق، يقال (٩): هذا


= يكلِّمهم صغيرًا أو كبيرًا، وهو إخبارٌ لِمريمَ عليها السلام أنه يعيش إلى سِنِّ الكهولة. وبيَّن الطبري رحمه الله أن كلام هؤلاء الأئمة يعني: أن عيسى عليه السلام كسائر بني آدم، يتقلب في الأحداث، ويتغير بمرور الأزمنة عليه، من صِغَرٍ إلى كِبَر، ومن حال إلى حال، وفي هذا احتجاج على النصارى القائلين بألوهية عيسى عليه السلام. انظر: "تفسير الطبري" ٣/ ٢٧٢، "ابن أبي حاتم" ٢/ ٦٥٣، "القطع والائتناف" للنحاس ٢٢٤.
(١) لم أقف على مصدر قوله.
(٢) إسرائيل، هو: يعقوب عليه السلام. انظر: "تفسير الطبري" ١/ ٢٤٨، "فتح القدير" ١/ ١١٧.
(٣) في (ج): (ويعقوب). قال الطبري في تفسير هذه الآية: (يعني: من عدادهم وأوليائهم؛ لأن أهل الصلاح بعضهم من بعض في الدين والفضل) تفسيره: ٣/ ٢٧٣.
(٤) في (د): (عزَّ وجل).
(٥) لم أقف عليه. وقد أورد هذا القول ابن الجوزي في "زاد المسير" ١/ ٣٩٠، ونسبه للجمهور.
(٦) (بشر): ساقطة من (ج).
(٧) انظر (بشر) في "تهذيب اللغة" ١/ ٣٣٨.
(٨) من قوله: (نحو ..) إلى (.. في المصدر): ساقط من (د).
(٩) في (ج): (يقول).

<<  <  ج: ص:  >  >>