للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

راجعة إليه. والمعنى: فمن بدله بعد الذي سمعه، أي: من تغليظ الإثم في التبديل، والعادة في الوصايا أن يُذْكَر فيها تغليظٌ على من بدَّلَها، وهذا فيه بعد؛ لأن التغليظَ ذُكِر بعد قوله: {بَعْدَمَا سَمِعَهُ} وهو قوله تعالى: {فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ} فيبعد أن تجعل ما بمعنى الذي (١).

وقوله: {فَإِنَّمَا إِثْمُهُ} أي: إثم التبديل على الذين يبدلونه (٢)، أي: على من بدل الوصية، وبرئ الميت (٣).

{إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} قد سمع ما قاله الموصي {عَلِيمٌ} بنيته وما أراد، وعليم بما يفعله الوصي (٤). ويحتمل أن يكون المنهي عن التبديل المُوصي، نهي عن تغيير الوصية عن المواضع التي بين الله سبحانه، وأمر أن يوصي على الوجه الذي أمر الله، وعلى هذا قوله: {بَعْدَمَا سَمِعَهُ} أي: عن (٥) الله تعالى (٦).

١٨٢ - قال الكلبي: كان الأولياءُ والأوصياءُ يمضون وصية الميت بعد نزول هذه الآية وإن كانت مستغرقة للمال، فأنزل الله قوله تعالى: {فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا} (٧) أي: خشي، وقيل: علم.


(١) ينظر في هذه الأقوال: "تفسير الطبري" ٢/ ١٢٢، "تفسير ابن أبي حاتم" ١/ ٣٠٠، "التبيان" للعكبري ص ١١٤، "التفسير الكبير" ٥/ ٦٤، "البحر المحيط" ٢/ ٢٢.
(٢) من قوله: (فيبعد) ساقط من (ش).
(٣) ينظر: "تفسير الطبري" ٢/ ١٢٢، ١٢٣، "الثعلبي" ٢/ ٢٠٨، "البغوي" ١/ ١٩٤.
(٤) ينظر: "تفسير الطبري" ٢/ ١٢٣، "الثعلبي" ٢/ ٢٠٨، "البغوي" ١/ ١٩٤.
(٥) في (م): (من).
(٦) ينظر: "التفسير الكبير" ٥/ ٦٤.
(٧) ذكره الثعلبي في "تفسيره" ٢/ ٢١٧، لكنه قال: ثم نسختها هذه الآية: {فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا}. وذكره البغوي ١/ ١٩٤، وروى عبد الرزاق في "المصنف" ٩/ ٨٩ عن سفيان الثوري نحوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>