للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٤٨ - قوله تعالى: {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ} معني القصر في اللغة الحبس. قال الزجاج والمبرد وابن قتيبة: أي قصرن طرفهن على أزواجهن، فلا يرون غيرهم ولا يطمحن إلى غيرهم (١). وهذا كقوله: {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ} [ص: ٥٢] وأنشد لامرئ القيس (٢):

من القاصرات الطرف لو دب مُحوِلٌ.

ومنه قوله تعالى: {مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} [الرحمن: ٧٢] أي محبوسات. والطرف إطباق الجفن على الجفن. وقال الليث: (الطرف تحريك الجفون في النظر يقال شخص بصره فيما يطرف) (٣). والمعنى أنهن يحبسن نظرهن فلا ينظرن إلى غير أزواجهن. وقال أبو عبيدة: {قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ} راضيات (٤). وهذا معنى وليس بتفسير، يعني أنهن رضين بأزواجهن حيث لم يطمحن إلى غيرهم. والمفسرون قالوا في قاصرات الطرف نحو ما ذكرنا من قول أهل المعاني.


(١) انظر: "معاني القرآن وإعرابه" ٤/ ٣٠٤، "تفسير غريب القرآن" ص ٣٧١، ولم أقف على قول المبرد.
(٢) هذا صدر بيت من الطويل، وعجزه:
من الذر فوق الإتب منها لأثرا
لامرئ القيس في "ديوانه" ص ٦٨، وانظره منسوبًا له في القرطبي ١٥/ ٨٠، "الدر المصون" ٥/ ٥٠٢، ٦/ ٥٥٦. "الماوردي" ٥/ ٤٨، "مقاييس اللغة" ١/ ٥٣، "لسان العرب" ٥/ ٩٩ (قصر)، وبلا نسبة في "تهذيب اللغة" ٨/ ٣٥٩:
ومعنى البيت أنه يصف امرأة بأنها ممن قصَّرت أعينهن عن النظر إلى من ليس لها من الرجال، والمحول من الذر هو الصغير جدًا منه، والإِتب هو القميص غير المخيط الجانبين الذي كانت تلبسه لأثر في جسمها وهذا نهاية الرقة واللطف.
"شرح ديوان امرئ القيس" ص ٩١.
(٣) انظر: "تهذيب اللغة" ١٣/ ٣٢٠ (طرف).
(٤) "مجاز القرآن" ٢/ ١٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>