للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أحاديث كليلة ودمنة (١)، فكان يقعد مع المستهزئين والمقتسمين (٢) وهو منهم فيقرأ عليهم أساطير الأولين، فلما قص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شأن القرون الماضية، قال النضر: لو شئت لقلت مثل هذا، إن هذا إلا ما استطر الأولون في كتبهم (٣). فذمهم الله تعالى بدفعهم الحق الذي لا شبهة فيه بادعائهم الباطل في زعمهم: {لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا} تكذبا وافتراء بعد ما أبان التحدي إفكهم وأنهم عجزة عن سورة مثله؛ وذكرنا معني الأساطير في سورة الأنعام (٤).

٣٢ - قوله تعالى: {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ}، قال أبو إسحاق: القراءة بنصب (الحق) على خبر كان، ودخلت (هو) للفصل، ولا موضع لها وهي بمنزلة (ما) المؤكدة، ودخلت ليعلم أن


= الطعام والشراب حتى مات، وقيل: قتل صبرًا بعد الانصراف من المعركة.
انظر: "سيرة ابن هشام" ١/ ٣١٩، و"الكامل" لابن الأثير ٢/ ٧٣، و"زهرة الآداب" ١/ ٣٣، و"جمهرة الإنساب" ص ١٢٦، و"نسب قريش" ص ٢٥٥.
(١) "كليلة ودمنّة" كتاب وضعه الفيلسوف الهندي بيدبا لأحد ملوك الهند، وجعله على ألسنة البهائم والطيور، وقد نقل من اللغة الهندية إلى الفهلوية الفارسية، ثم نقله عبد الله بن المقفع إلى اللغة العربية، ومنها ترجم إلى سائر اللغات الحية، انظر: "التمهيد لكتاب كليلة ودمنة" بقلم جورجي زيدان.
(٢) هم رهط من قريش تحالفوا على أذى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والافتراء عليه، وإذاعة ذلك بكل طريق، وإخبار النزاع إليهم به.
انظر: "تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة ص ١٩٥، و"تفسير المشكل من غريب القرآن" ص ١٢٧، و"الدر المنثور" ٣/ ٣٢٧.
(٣) رواه الثعلبي ٦/ ٥٠ أمختصرًا، ومثله البغوي ٣/ ٣٥١، وكذلك ابن إسحاق في "السيرة" ١/ ٣١٩، ورواه ابن جرير ٩/ ٢٣١ بمعناه عن ابن جريج والسدي.
(٤) انظر: "تفسير البسيط" الأنعام: ٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>