للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من هم بين ظهرانيه (١).

قال أهل المعاني: ويدل على هذا التخصيص قوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ} الآية [آل عمران: ١١٠] هذا مقتضى أنه ما اختارهم على من هو خير منهم، وإنما أختارهم على من في وقتهم من العالمين (٢).

٣٣ - قوله: {وَآتَيْنَاهُمْ مِنَ الْآيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُبِينٌ} أكثر المفسرين على أن البلاء المبين معناه النعمة البينة الظاهرة، وعنى بالآيات فلق البحر وتظليل الغمام وإنزال المن والسلوى والتوراة، وغير ذلك من النعم التي أنعمها الله عليهم، وهذا قول مجاهد ومقاتل والكلبي (٣) وغيرهم، [وهذا ذهب] (٤) آخرون إلى أن معنى البلاء هاهنا الاختبار والتجربة (٥) فذكر ابن عباس (٦) في رواية عطاء في هذه الآية أنه أراد بالبلاء المبين: السلسلة التي كانت في زمان داود وقصتها مشهورة. قال: ويريد الساريتين اللتين من دنا


= و"الجامع لأحكام القرآن" ١٦/ ١٤٢.
(١) أخرج الطبري قولي قتادة ومجاهد في "تفسيره" ١٣/ ١٢٧، وذكره ابن كثير في "تفسيره" ٦/ ٢٥٥.
(٢) هذا قول ابن جرير الطبري، انظر: "تفسيره" ١٣/ ١٢٧، وابن كثير في "تفسيره" ٦/ ٢٥٥ والزجاج في "معاني القرآن" ٤/ ٤٢٧، والنحاس في "إعراب القرآن" ٤/ ١٣٢.
(٣) انظر: "تفسير الطبري" ١٣/ ١٢٧، و"تفسير مقاتل" ٣/ ٨٢٣، و"تفسير الماوردي" ٥/ ٢٥٤ و"تفسير البغوي" ٧/ ٢٣٣.
(٤) كذا في الأصل ولعل الصواب (هذا وذهب).
(٥) انظر: "الكشاف" للزمخشري ٣/ ٤٣٣، و"فتح القدير" للشوكاني ٤/ ٥٧٦، و"روح المعاني" للألوسي ٢٥/ ١٢٦.
(٦) لم أقف عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>