للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهذا (١) قول مجاهد في رواية ليث (٢). والقول الأول هو الظاهر.

وقوله تعالى: {رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا} قال الفراء: فعلنا ذلك رحمة من عندنا (٣).

{وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ} قال ابن عباس: موعظة للمطيعين (٤).

قال محمد بن كعب: أيما مؤمن أصابه بلاءً فليذكر ما أصاب أيوب، وليقل إنه قد أصاب من هو خير مني أعظم من هذا (٥).

٨٥ - قوله تعالى: {وَذَا الْكِفْلِ} قال ابن عباس -في رواية عطاء (٦): إن نبيا من أنبياء بني إسرائيل أوحى الله إليه: أني أريد قبض روحك، فأعرض ملكك علي بني إسرائيل، فمن يكفل لك أنه يصلي بالليل لا يفتر، ويصوم بالنهار لا يفطر، ويقضي بين الناس، ولا يغضب، فادفع ملكك إليه. ففعل ذلك، فقام شاب، فقال: أنا أتكفل لك بهذا. فتكفل ووفى به،


(١) في (د)، (ع): (وذلك).
(٢) رواية ليث عن مجاهد رواها الطبري ١٧/ ٧٢ - ٧٣.
(٣) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٢٠٩.
(٤) انظر البغوي ٥/ ٣٤٧، وابن الجوزي ٥/ ٣٧٩. قال القرطبي ١١/ ٣٢٧: أي: وتذكيرًا للعباد؛ لأنهم إذا ذكروا بلاء أيوب وصبره عليه ومحنته له -وهو أفضل أهل زمانه- وطنوا أنفسهم على الصبر على شدائد الدنيا نحو ما فعل أيوب، فيكون هذا تنبيهًا لم على إدامة العبادة واحتمال الضرر. وقال ابن كثير ٣/ ١٩٠: أي: وجعلناه في ذلك قدوة لئلا يظن أهل البلاء إنما فعلنا بهم ذلك لهوانهم علينا, وليتأسوا به في الصبر على مقدورات الله وابتلائه لعباده بما يشاء وله الحكمة البالغة في ذلك.
(٥) رواه الطبري ١٧/ ٧٣، وذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٥/ ٦٥٦ وعزاه لابن جرير.
(٦) (عطاء) ساقط من (أ)، (ت).

<<  <  ج: ص:  >  >>