للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إله، إنما هو عبد أنعمنا عليه، خلقته من روحي وكلمتي، وقال مقاتل: أنعمنا عليه بالنبوة (١).

{وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ}، قال الكلبي: معتبرًا (٢).

وقال مقاتل: يعني أنه وغيره ليعتبروا حين [ولده] (٣) من غير أب.

وقال قتادة: آية لبني إسرائيل (٤).

والمعنى: أنهم يعرفون به قدرة الله فيعلمون أن من قدر على خلق ولد من غير أب قادر على ما يشاء، فهو مثل لهم يشبهون به ما يرون من أعاجيب صنع الله تعالى، ثم [خاطبهم] (٥) كفار مكة فقال:

٦٠ - {وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً} أي لو نشاء لأهلكناكم ولجعلنا بدلكم ملائكة {فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ} يكونون خلفًا منكم، قاله الكلبي (٦)، وقال قتادة: يخلف بعضهم بعضًا مكان ابن آدم، وقال محمد: يعمرون الأرض بدلاً منكم، وقول قتادة معنى قول ابن عباس في رواية عطاء قال: كما جعلت في ولد آدم أمة بعد أمة، وقومًا بعد قوم خلفًا من قوم (٧).

قال الأزهري: و (من) قد يكون للبدل كقوله: لجعلنا منكم، يريد بدلاً


(١) انظر: "تفسير مقاتل" ٣/ ٧٩٩، ولم أقف على قول ابن عباس.
(٢) انظر: "تنوير المقباس" ص ٧٩٣.
(٣) كذا رسمها في الأصل ولعل الصواب (ولد)، انظر: "تفسير مقاتل" ٣/ ٧٩٩، ٨٠٠.
(٤) انظر: "تفسير أبي الليث" ٣/ ٢١١، "تفسير مقاتل" ٣/ ٨٠٠، "الطبري" ١٣/ ٨٩.
(٥) كذا في الأصل، ولعل الصواب (خاطب).
(٦) انظر: "تنوير المقباس" ص ٤٩٣.
(٧) أخرج الطبري قول قتادة، وأخرج القول الثالث عن مجاهد. انظر: "تفسيره" ١٣/ ٨٩، وأورد الماوردي قول الكلبي ونسبه للسدي. انظر: "تفسيره" ٥/ ٢٣٥، وأورد القرطبي قول قتادة، ونسبه لابن عباس. انظر: "الجامع" ١٦/ ١٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>