للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في كتابه، ونهى عنه (١).

قال عطاء، عن ابن عباس، في قوله: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ}، يريد: محمداً - صلى الله عليه وسلم - فإن طاعتكم [لمحمدٍ طاعةٌ (٢)] (٣) لي، فأما أن تطيعوني وتعصوا محمداً، فلن أقبل طاعتكم (٤).

وقوله تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ}. قال الزجَّاج (٥): أي (٦): فإنَّ الله لا يحبهم (٧)؛ لأن من تَوَلَّى عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقد تَوَلَّى عن الله عز وجل. ومعنى {لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ}: لا يغفر لهم، ولا يُثْنِي عليهم خيراً (٨).

٣٣ - قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا} معنى (اصطفى) في اللغة: اختار. وتأويله: جعلهم صفوة خَلْقِه (٩).


(١) لم أجد نصَّ قول الشافعي، فيما اطلعت عليه من مصادر، ولكن وردت أقوال كثيرة له تدل على هذا المعنى. انظر: "الرسالة" للشافعي ٧٣، ٧٦، ٧٨، ٨٤، ٨٥، ٨٨، "أحكام القرآن" للشافعي، (جامع البيهقي): ١/ ٢٨.
(٢) في (ج): (طاعتكم).
(٣) ما بين المعقوفين زيادة من: (ج)، (د).
(٤) لم أهتد إلى مصدر هذه الرواية
(٥) في "معاني القرآن" له ١/ ٣٩٨.
(٦) (أي): ساقطة من (د).
(٧) في (ج): (لا يحبكم).
(٨) هذا من تمام قول الزجاج، وقد سبق أن بيَّنت أن عدم المغفرة، وعدم الثناء بالخير عليهم، إنَّما هو من لوازم، ومُقتضيات عدم المحبة، وليس هو حقيقة عدم المحبة، وحقيقة ذلك وكنهه وكيفيَّته، لا تحيط بها عقولنا، ونكلها إلى الحق عز وجل.
(٩) نقله عن "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٣٩٩، وأنظر: "تهذيب اللغة" ١٢/ ٢٤٩ (صفو).

<<  <  ج: ص:  >  >>