للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال مجاهد (١)، وقتادة (٢): يعني: المصلين بالأسحار (٣).

قال الزجَّاج (٤): وصف الله - تعالى (٥) هؤلاء بما وصف، ثمَّ بيَّن أنهم مع ذلك لشدة خوفهم ووجلهم يستغفرون بالأسحار.

١٨ - قوله تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} قال أبو إسحاق (٦)، وأبو العباس (٧): معنى {شَهِدَ اللَّهُ}: بيَّن وأظهر (٨)؛ لأنَّ


= الإجماع على أن الصائم يتناول الطعام في السحر، فكيف تصح صلاة الصبح فيه؟). "غرائب التفسير" ١/ ٢٤٧. ويقصد الكرماني: أن وقت السَّحر متميز ومختلف عن وقت صلاة الصبح، الذي يَحرُمُ فيه الأكلُ على الصائم، وتصح فيه صلاة الصبح، فجواز أكل الطعام للصائم في السحر، فيِه دلالة على عدم دخول وقت الصبح، فكيف تصح فيه صلاة الصبح؟! فافترق وقت الصبح عن السحر، لغة، واصطلاحًا؛ بما ميَّز الشرعُ كلَّ وقت بحكم. هذا والله أعلم.
(١) الأثر عنه في "تفسير الثعلبي" ٣/ ٢٠ ب، "زاد المسير" ١/ ٣٦١.
(٢) الأثر عنه في "تفسير الطبري" ٣/ ٢٠٨، "تفسير ابن أبي حاتم" ٢/ ٦١٥، "تفسير الثعلبي" ٣/ ٢٠ ب، "النكت والعيون" ١/ ٣٧٨، "تفسير البغوي" ٢/ ١٦.
(٣) قال ابن عطية في "المحرر الوجيز" ٣/ ٥١ بعد أن ذكر بعض الوجوه في تفسير معنى الاستغفار هنا، ومنها ما سبق معنا: (وهذا كله يقترن به الاستغفار).
(٤) في "معاني القرآن" له: ١/ ٣٨٥ نقله عنه بتصرف واختصار.
(٥) في (ج): عز وجل.
(٦) هو الزجَّاج، في "معاني القرآن" له: ١/ ٣٨٥.
(٧) هو أحمد بن يحيى (ثعلب): وقوله في "تهذيب اللغة" ٢/ ١٩٤٢ - ١٩٤٣، وبعضه في "الزاهر" ١/ ١٢٥.
(٨) هذه العبارة بنصها في "تهذيب اللغة". ومما ذكره العلماء في معنى {شَهِدَ اللَّهُ} إضافة إلى ما ذكره المؤلف: قضى، وحكم، وأعلم، وأخبر. وقد ردَّ الطبريُّ في "تفسيره" ٣/ ٢٠٩، وابنُ عطية في "المحرر الوجيز" ٣/ ٥٢ من المعاني السابقة المذكورة، معنى (قضى) الذي قاله أبو عبيدة في "مجاز القرآن" ١/ ٨٩ ولكن شيخ الإسلام ابن تيمية بعد أن ذكر الأقوال السابقة في معنى (شهد) قال: (وكل هذه =

<<  <  ج: ص:  >  >>