للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٢٦٣ - قوله تعالى: {قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ} أي: كلام حسن، وردٌّ على السائل جميل، وقال عطاء: عدةٌ حسنة (١)، وفي الجملة: أنه قول معروف، تعرفه النفوس وتقبله ولا تنكره.

{وَمَغْفِرَةٌ} أي: سَترٌ (٢) لخلة السائل، قاله ابن جرير (٣)، وقال عطاء والحسن (٤): أي: تجاوز عن السائل، إذا استطال عليه عند رده، مثل ما يتجاوز عن أخيه إذا استطال عليه وعن زوجته وعن خادمه (٥)، علم الله تعالى أن الفقير إذا ردّ بغير نوال شق عليه ذلك، فربما يدعوه ذلك إلى بذاءة اللسان، فأمر بالصفح والعفو عنه، وبين أن ذلك خير من صدقة يتبعها أذى، أي: مَنّ وتعيير للسائل بالسؤال (٦).

وقوله تعالى: {وَاللَّهُ غَنِيٌّ} أي: عن صدقة العباد، وإنما دعاكم إليها ليُثِيبَكُم عليها (٧).

يقال: غَنِيَ عن الشيء يَغْنَى عنه غنى مقصور، فهو غانٍ عنه وغَنِيٌّ عنه (٨)، والغِنَى: نقيضُ الحاجة (٩).


(١) ذكره في "الوسيط" ١/ ٣٧٧، وذكره الثعلبي في "تفسيره" ٢/ ١٥٦٩ دون عزو.
(٢) سقطت من (ي).
(٣) "تفسير الطبري" ٣/ ٦٤.
(٤) لم أجده عنهما.
(٥) ذكر ذلك الثعلبي في "تفسيره" ٢/ ١٥٧٠، دون عزو لأحد.
(٦) "تفسير الثعلبي" ٢/ ١٥٧٠، "تفسير السمعاني" ٢/ ٤٢٥.
(٧) ينظر: "تفسير الثعلبي" ٢/ ١٥٧٠ - ١٥٧١.
(٨) ليست في (ي) ولا (ش).
(٩) ينظر في غنى: "تهذيب اللغة" ٣/ ٣٧٠٣، "المفردات" ٣٦٨، "اللسان" ٦/ ٣٣٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>