للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومعنى {إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا}، قال الزجاج: أي: إن الغلبة لله، وهو ناصرك وناصر دينك (١)، وقال غيره: العزة: القدرة على كل جبار بما لا يرام ولا يضام (٢)، والمعنى: إنه الذي يعزك حتى تصير أعز ممن ناوأك.

وليست هذه الآية مضادة لقوله: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} [المنافقون: ٨]؛ لأن عزة الرسول والمؤمنين بالله فهي كلها لله.

وقوله تعالى: {هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} أي: يسمع قولهم ويعلم ضميرهم فيجازيهم بما تقتضيه حالهم، ويدفع عنك شرهم، وهذه الآية بيان عما توجبه العزة لله من التسلي عن قول الجاهلين، وأذى المبطلين؛ لأنهم في سلطان الله حتى يعاملهم بما تقتضيه حالهم.

٦٦ - قوله تعالى: {أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ}، قال ابن عباس: يريد: لا ملك إلا لله في السموات ولا في الأرض (٣).

وقال الزجاج: أي: يفعل بهم وفيهم ما يشاء (٤).

وقوله تعالى: {وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ} ذكر أهل التفسير والمعاني في (ما) هاهنا قولين: أحدهما: أنه نفي وجحد كأنه قيل: وما يتبعون شركاء على الحقيقة؛ لأنهم يعدونها شركاء شفعاء لهم، وليست على ما يظنون، فإذن ما يتبعون شركاء.

الثاني: أن (ما) استفهام كأنه قيل: أي شيء يتبع الذين يدعون من


(١) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ٢٧.
(٢) انظر معنى هذا القول في: "مجمل اللغة" (عز) ٣/ ٦١٣، "المفردات في غريب القرآن" (عز) ص ٣٣٣.
(٣) "تنوير المقباس" ص ٢١٦ بمعناه من رواية الكلبي.
(٤) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ٢٧، وليس فيه لفظ: بهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>