للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومجاهد (١) {وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ} بإظهار التضعيف على ما لم يسم فاعله (٢).

٢٨٣ - قوله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ} قال أهل اللغة: سمي السَّفَرُ سَفَرًا لأنه يُسْفِرُ عن أخلاق الرجال (٣)، أي: يكشف، ونَضْدت هذه الحروف للظهور والكَشْف، فالسِّفْرُ: الكتاب، لأنه يبين الشيء ويوضِّحُه، ومنه يقال: أَسْفَر الصُّبْحُ، وسَفَرَتِ المرأةُ عن وجهها، وسَفَرْتُ بين القوم أَسْفِر سِفَارة، إذا كشفت ما في قلوبهم وأصلحت بينهم، وسَفَرْتُ أَسْفُر، أي: كَنَسْتُ، والمِسْفَر: المِكْنَسُ، والسفير من الورق، ما سَفَرَتْه الريح.

ابن الأعرابي: السَّفَر: إِسْفَار الفَجْر (٤)، قال الأخطل:

إنّي أبِيتُ وَهَمُّ المَرْءِ يَبْعَثُه ... من أول الليلِ حتى يُفْرِجَ السَّفَرُ (٥)


(١) عزاها إليه الثعلبي في "تفسيره" ٢/ ١٨١٦، وأبو حيان في "البحر" ٢/ ٣٥٣، والسمين في "الدر المصون" ٢/ ٦٧٦.
(٢) ينظر في معنى الآية واختلاف المعنى باختلاف التصريف: "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٣٦٦، "إعراب القرآن" للنحاس ١/ ٣٤٧، "تفسير الثعلبي" ٢/ ١٨١٤، "مشكل إعراب القرآن" ١/ ١٤٥، "البحر المحيط" ٢/ ٣٥٣، وقد ذكر النحاس أن عمر يقرأ بكسر الراء الأولى، وابن مسعود يقرأ بفتح الراء الأولى، وقال السمين في "الدر المصون" ٢/ ٦٧٦: وذكر الداني أيضًا عنهم أنهم قرؤوا الراء الأولى بالفتح، قلت: ولا غروَ في هذا؛ إذ الآية محتملة للوجهين، فسروا وقرؤوا بهذا المعنى تارة وبالآخر أخرى، وقد ذكر النحاس أن القراءتين على التفسير ولا يجوز أن تخالف التلاوة التي في المصحف.
(٣) قوله: (عن أخلاق الرجال) من (ش).
(٤) نقله عنه في "تهذيب اللغة" ٢/ ١٧٠٢.
(٥) البيت في "ديوانه" ص ٧٧، وروايته: بعهده. وهو في "تهذيب اللغة" ٢/ ١٧٠٢، وروايته: وهم المرء يصحبه، وفي نسخة: يبعثه، وهي كذلك في "اللسان" ٤/ ٢٠٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>