للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إن الله قد ذكر الشكر، فاكفني قيام النهار أكفك قيام الليل، قال: لا أستطيع. قال: فاكفني إلى صلاة الظهر فكفاه (١).

١٤ - قوله تعالى: {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ} قال المفسرون: كانت الجن تخبر الإنس أنهم يعلمون الغيب الذي يكون في غد، فابتلوا بموت سليمان، فمات سليمان متكئًا على عصاه وبقي كذلك ميتًا سنة، والجن تعمل تلك الأعمال الشاقة التي كانت تعمل في حياة سليمان، لا يشعرون في موته حتى أكلت الأرضة عصا سليمان فخر ميتًا، فحينئذ علموا بموته، وعلموا الإنس أن الجن لا تعلم الغيب، فذلك قوله: {مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ} قال المفسرون: يعني الأرضة (٢).

وقوله: {تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ} قالوا: عصاه. قال السدي: هي بلسان الحبشة (٣). وقال ميسرة: هي بلغة اليمن (٤).

وقال أبو عبيدة: المنسأة التي ينساء بها الغنم (٥).

وقال الفراء: هي العصاة العظيمة التي تكون مع الراعي، أخذت من


(١) انظر: "تفسير ابن أبي حاتم" ١٠/ ٣١٦٣، "معاني القرآن" للنحاس ٥/ ٤٠١، "روح المعاني" ٢٢/ ١٢٠ وأورده السيوطي في "الدر" ٦/ ٣٨٠، وعزاه للفريابي وابن أبي حاتم عن مجاهد.
(٢) انظر: "تفسير الطبري" ٢٢/ ٧٤، "تفسير الماوردي" ٤/ ٤٤١، "بحر العلوم" ٣/ ٦٨، "تفسير الثعلبي" ٣/ ٢٤٢، "غرائب القرآن" ٢٢/ ٤٥.
(٣) انظر: "تفسير الماوردي" ٤/ ٤٤١، "تفسير القرطبي" ١٤/ ٢٧٨، "تفسير الطبري" ٢٢/ ٧٣.
(٤) لم أقف عليه.
(٥) "مجاز القرآن" ٢/ ١٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>