للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المعنى: إنا جعلنا لهم الجنات والنخيل والأعناب، ولم تعملها أيديهم) (١) ويقوي هذا الوجه قوله: {أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ}. ومن قدر هذا التقدير لم يكن {عَمِلَتْهُ} صلة، وإذا لم يكن صلة لم يقتض الهاء الراجعة إلى الموصول، ويجوز أيضًا أن تكون (ما) نافية على قراءة من أثبت الهاء في عملته، وتكون الهاء كناية عن لفظ الثمر والتمر لم تعمله أيدي الناس، إنما ظهر بقدرة الله وإيجاده. وهذا الذي ذكرنا معنى قول الفراء (٢)، والزجاج (٣)، وأبي علي (٤) رحمهم الله.

وقوله: {أَفَلَا يَشْكُرُونَ} قال ابن عباس: أفلا يطيعون (٥).

قال مقاتل: أفلا يشكرون رب هذه النعم ويوحدونه (٦).

٣٦ - ثم نزه نفسه وعجب خلقه فقال: {سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا} قال ابن عباس: والحبوب.

{مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ} قال قتادة ومقاتل: يعني الذكر والأنثى، والأزواج من النبات أجناسه، ومن الأنفس الذكر والأنثى (٧).

وقوله: {وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ} قال الكلبي: من سائر الخلق (٨).


(١) انظر: "معاني القرآن" ٢/ ٣٧٧.
(٢) المصدر السابق.
(٣) "معاني القرآن وإعرابه" ٤/ ٢٨٦.
(٤) "الحجة" ٤٥/ ٦.
(٥) لم أقف عليه عن ابن عباس.
(٦) "تفسير مقاتل" ١٠٧ أ.
(٧) "تفسير مقاتل" ١٠٧ أ، ولم أقف عليه عن قتادف
(٨) لم أقف عليه عن الكلبي، وذكر ابن الجوزي في "زاد المسير" ٧/ ١٧ نحوه ولم ينسبه.

<<  <  ج: ص:  >  >>