للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قتال المُبايِنِ، المُشاقِّ لهم. والصحيح الموافق لتفسير الآية: قراءةُ العامَّةِ (١).

وقوله تعالى: {فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}. ذكرنا معنى التبشير، وجواز إطلاقه فيما [لا] (٢) يَسُر، عند قوله: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا} [البقرة: ٢٥].

وأما (٣) دخول الفاء في قوله: {فَبَشِّرْهُمْ} وهو خبر الابتداء، فقد (٤) ذكرنا ما فيه عند قوله: {وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} [البقرة: ١٥٨].

٢٢ - قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} هو يريد بـ {أَعْمَالُهُمْ}: ما هم عليه من ادِّعائهم التمسك بالتوراة، وإقامة شريعة موسى. وأراد ببطلانها في الدنيا: أنها لم تحقن دماءَهم، وأموالهم (٥)؛ وفي الآخرة: لم يستحقوا بها مثوبة، فصارت كأنها لم تكن ولم توجد.


(١) قال النحاس في "معاني القرآن" ١/ ٣٧٥: (فإن قال قائل: الذين وُعظوا بهذا لم يقتلوا نبيًا. فالجواب عن هذا: أنهم رضوا فِعْلَ من قَتَل، فكانوا بمنزلته، وأيضًا فَإنهم قاتلوا النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه وهمُّوا بقتلهم ..).
(٢) ما بين المعقوفين زيادة من: (ج)، (د)؛ ليستقيم بها المعنى.
(٣) من قوله: (وأما ..) إلى (.. ذكرنا ما فيه عند قوله): ساقط من (د).
(٤) في (ج): (وقد).
(٥) يعني المؤلف هنا والله أعلم: أنهم لم ينالوا بها محمدة الناس، وثناءَهم، ولم يرفع الله بها ذكرَهم؛ لأنهم كانوا على ضلال وباطل، ولعنهم وفضح ما كانوا يُخفُون من قبيح الأعمال على ألْسِنة رسله وأنبيائه في كتبه المنزلة، فأزال من قلوب الخلق محبَّتهم، وغرس فيها احتقارهم، وبقيت على مدى الدهر مذمَّتُهم؛ مما أدى لأن تُسفَك دماؤُهم، وتُسلَب أموالهم. انظر "تفسير الطبري" ٣/ ٢١٧، "تفسير الفخر الرازي" ٧/ ٢٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>