للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والعرب تقول: ظلمني فلان فظلمته، إذا جازيته بظلمه، وجَهِلَ عَلَيَّ فَجَهِلْتُ عليه، أي: جازيته بجهله. قال عمرو (١):

ألا لا يَجْهَلَن أحدٌ علينا ... فَنَجْهَل فوق جَهْلِ الجاهلينا (٢)

أي: نكافئ على الجهل بأكثر من مقداره، ومثله من التنزيل: قوله عز وجل: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ} [آل عمران: ٥٤] وقوله: {فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ} [التوبة: ٧٩] (٣).

١٩٥ - وقوله تعالى: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} كل ما أمر الله به من الخير فهو في سبيل الله، وأكثر ما استعمل في الجهاد؛ لأنه السبيل الذي يقاتل فيه على عقد الدين (٤).

وقوله تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} قال أبو عبيدة (٥) والزجاج (٦): التَهْلُكة: الهلاك، يقال: هلك يهلك هَلاكًا وهُلْكًا وهَلَكًا وتَهلُكةً.


(١) عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتاب التغلبي، شاعر جاهلي، من أصحاب المعلقات، وهو قاتل عمرو بن هند ملك الحيرة، وقد عمِّر وأدركته المنية وهو يناهز الخمسين ومائة.
ينظر: "طبقات فحول الشعراء" ١/ ١٥١، "الشعر والشعراء" ص ١٣٧، "خزانة الأدب" ٣/ ١٨٣.
(٢) البيت في "ديوانه" ص ٣٣٠ وقد تقدم تخريجه ٢/ ١٤٠.
(٣) "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٢٦٥، وينظر: "تفسير الطبري" ٢/ ١٩٩، ٢٠٠، "تفسير الثعلبي" ٢/ ٤١٣، ٤١٧، "تفسير البغوي" ١/ ٢١٥.
(٤) من "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٢٦٥، "تفسير البغوي" ١/ ٢١٥.
(٥) "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ١/ ٦٨.
(٦) "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٢٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>