للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٥٩ - قوله تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ}، قال الزجاج: معناه لا تحسبن من أفلت من هذا (١) الحرب قد سبق إلى الحياة (٢) (٣).

{إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ} قال ابن عباس: يريد أنهم لا يعجزونني، وما أعجز عن خلقي، ولا أضعف (٤)، وقال ابن الأنباري: معنى الآية هو: أن أولئك الذين انهزموا من ذلك (٥) العرب أشفقوا من هلكة تنزل بهم في ذلك الوقت، [فلما لم (٦) تنزل طغوا وبغوا، فقال الله عز وجل: لا تحسبن] (٧) أنهم سبقونا بسلامتهم الآن فإنهم لا يعجزوننا فيما يستقبلون من الأوقات (٨).

وذكرنا فيما مضى أن الحسبان يقتضي مفعولين، ولا يجوز الاقتصار على أحدهما، إلا أن المفعول الثاني خبر عن الأول، والفعل الذي هو (حسبت) متعلق بما دلت عليه الجملة.

والآية بيان عن اقتدار الله عز وجل الذي لا ينفع معه حسبان للنجاة من


(١) هكذا في جميع النسخ، وفي "معاني القرآن وإعرابه": هذه، قال ابن منظور: العرب: نقيض السلم، أنثى، ... وحكى ابن الأعرابي فيها التذكير .. قال: والأعرف تأنيثها. "لسان العرب" (حرب) ٢/ ٨١٥ - ٨١٦
(٢) في (م): (الخيانة).
(٣) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ٤٢١.
(٤) "تنوير المقباس" ص ١٨٤ بمعناه، وفي "البرهان" للحوفي ١١/ ٩٥ أ: لا يفوتون.
(٥) في "الوسيط" ٢/ ٤٦٨: (يوم بدر) بدلاً من قوله: (من ذلك الحرب). وانظر: التعليق السابق رقم (٥).
(٦) ساقط من (ح).
(٧) نص ما بين المعقوفين في "زاد المسير" هو: فلما سلموا قيل: لا تحسبن ... إلخ.
(٨) " الوسيط" ٢/ ٤٦٨، وذكره ابن الجوزي "زاد المسير" ٣/ ٣٧٤ باختصار.

<<  <  ج: ص:  >  >>