(٢) وبذلك قرأ ابن عامر وحفص عن عاصم وأبو جعفر وحمزة. انظر: المصادر السابقة نفس المواضع. (٣) وصف الزمخشري أيضًا هذه القراءة بأنها ليست نيرة، في "الكشاف" ٢/ ١٦٥، وتضعيف قراءة متواترة يُعلم قطعاً أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلقاها عن ربه وأقرأها أصحابه وهم أهل العربية، من خطل القول، سببه الغلو في أقيسة علماء اللغة، وقصور العلم عن الإحاطة بالأوجه القوية للقراءة، وقد ذكر الواحدي عدة أوجه لهذه القراءة وهناك أوجه أخرى منها: أ- أن الفاعل ضمير يعود إلى المذكورين في الآية السابقة والتقدير: ولا يحسبن من خلفهم الذين كفروا سبقوا، وهذا اختيار أبي جعفر النحاس في "إعراب القرآن" ١/ ٦٨٢. ب- أن الفاعل ضمير يعود للكفار لتقدم ذكرهم في قوله: {الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}، وفي قوله: {ثُمَّ يَنْقُضُونَ}، و {لَا يَتَّقُونَ}، و {لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ}، ذكره مكي بن أبي طالب في "مشكل إعراب القرآن" ص ٣١٨. ج - أن الفاعل محذوف يفهم من السياق والتقدير: ولا يحسبن حاسب أو أحد. انظر: "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ٤٢١، و"البحر المحيط" ٤/ ٥١٠ - ٥١١، و"التحرير والتنوير" ١٠/ ٥٤. وإذا تبين أن لهذه القراءة أكثر من وجه قائم على تقدير المحذوف، حسن التنبيه إلى أن أسلوب الحذف من الأساليب البلاغية العاليه لتذهب النفس في تقدير المحذوف كل مذهب لائق بالمقام.