للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله {بِغَيْرِ عِلْمٍ} مضى تفسيره في هذه السورة.

{وَلَا هُدًى} قال ابن عباس: ليس معه من ربه رشاد ولا بيان {وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ} له نور (١).

٩ - وقوله: {ثَانِيَ عِطْفِهِ} يقال: ثنيت الشيء، إذا حنيته (٢) وعطفته (٣).

ذكرنا ذلك في قوله: {يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ} [هود: ٥].

والعِطْفُ: الجانب (٤). وعِطْفَا الرجل: ناحيتاه عن يمين وشمال، ومنكب الرجل: عطفه وإبطه.

قال ابن الإعرابي: عطف كل إنسان ودابة: شقاه من لَدُنْ رأسه إلى وركيه (٥).

وأصله من العطف، وهو: اللي، والعطف: الموضع الذي يعطفه الإنسان، أي: يلويه ويميله عند الإعراض والانحراف عن الشيء (٦).


(١) قال الشنقيطي في "أضواء البيان" ٥/ ٤٠: قال بعض العلماء في قوله في هذه الآية الكريمة "بغير علم" أي بدون علم ضروري حاصل لهم بما يجادلون به "ولا هدى" أي استدلال ونظر عقلي يهتدي به العقل للصواب "ولا كتاب منير" أي وحي نّير واضح يعلم به ما يجادل به، فليس عنده علم ضروري، ولا علم مكتسب بالنظر الصحيح العقلي، ولا علم من وحي، فهو جاهلٌ محضٌ من جميع الجهات.
(٢) في (أ): (حسه)، مهملة.
(٣) "تهذيب اللغة" للأزهري ١٥/ ١٣٤ (ثنى) بنصِّه.
(٤) "الكشف والبيان" للثعلبي ٣/ ٤٧ ب.
(٥) من قوله: وعطفا الرجل ... إلى هنا، نقلاً عن "تهذيب اللغة" للأزهري ٢/ ١٨٠ (عطف).
(٦) انظر: (عطف) في: "الصحاح" للجوهري ٤/ ١٤٠٥، "لسان العرب" ٩/ ٢٥٠ - ٢٥١، "القاموس المحيط" ٣/ ١٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>