للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لهم اتقوا أعرضوا، وإذا أتتهم آية أعرضوا) (١). ونحو هذا قال الكسائي: إن هذا جواب لقوله: {وَمَا تَأْتِيهِمْ} وفيه معنى جواب {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ} (٢) (٣).

٤٧ - وقوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ} قال الكلبي: كان [من] (٤) أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يجتمعون إليه بمكة وهم يومئذ فقراء، فيخرجون فيسألون، فيقول أهل مكة: لا والله لا نتصدق عليكم بشيء وأنتم على غير ديننا حتى ترجعوا إليه، فأنزل الله هذه الآية (٥).

وقال مقاتل: إن المؤمنين قالوا لكفار قريش: انفقوا على المساكين ما زعمتم من أموالكم أنه لله، وذلك أنهم كانوا يقولون هذا على حد الاستهزاء (٦). وذكر غيره أنهم ذهبوا في قولهم أن الله تعالى لما كان قادرًا على إطعامهم وليس يشاء إطعامهم فنحن أحق بذلك، على أي وجه قالوه فقد أخطأوا؛ لأنهم إن قالوه استهزاء فلا إيمان لهم بمشيئة الله. ويقوي هذا الوجه ما روى معمر عن الكلبي: أنها نزلت في الزنادقة (٧). وإن قالوه على


(١) "معاني القرآن" ٢/ ٣٧٩.
(٢) لم أقف عليه.
(٣) في (ب): زيادة قوله: (ولا لزوم لها).
(٤) هكذا في النسخ، والذي يظهر أن ما بين المعقوفين زائد.
(٥) لم أقف على هذا القول منسوبًا للكلبي. وذكر نحوه الماوردي ٥/ ٢١، وابن عطية في "المحرر الوجيز" ٤/ ٤٥٦، والبغوي في "تفسيره" ٤/ ١٤، وذكر ابن الجوزي في "زاد المسير" ٧/ ٢٤ قولاً نسبه للكلبي، وهو أن الآية نزلت في العاص بن وائل، كان إذا سأله مسكين قال: اذهب إلى ربك فهو أولى بك مني، ويقول: قد منعه الله أطعمه أنا؟.
(٦) "تفسير مقاتل" ١٠٧ أ.
(٧) انظر: "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ١٤٤، وقد أورده الماوردي ٥/ ٢١ عن قتادة، وكذا =

<<  <  ج: ص:  >  >>