للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والوجه ما عليه عامة المفسرين أن الآية بأسرها خطاب للمشركين (١)

٢٠ - قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ} قال أهل المعاني: إنما خص المؤمنين بالأمر دون غيرهم من المكلفين؛ لأن غيرهم بمنزلة من لا يعتد به لتركهم العمل بما يجب عليهم، مع أن إفرادهم بالخطاب إجلال لهم ورفع من أقدارهم (٢)، قال عطاء عن ابن عباس في هذه الآية: يريد: أطيعوا الله والرسول فإن طاعة الرسول طاعة لي، ولا تعرضوا عنه وقد سمعتم موعظتي وما أعددت لأوليائي وأهل طاعتي من الثواب، وما أعددت لأعدائي وأهل معصيتي من العقاب (٣).

وقال ابن عباس أيضاً: لا تولوا عن رسول الله وأنتم تسمعون ما نزل من القرآن، وتسمعون المواعظ (٤).


= أولاً: مخالفته لما صح عن الصحابة -رضي الله عنهم- في سبب نزول الآية.
ثانيًا: في قوله تعالى: {وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ} ما يؤكد أن المخاطبين أعداء الله محاربون له.
ثالثًا: في قوله تعالى: {وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ} ما يفيد أن الخطاب لغيرهم؛ ولو كان لهم لكان المعنى: وإن تعودوا أيها المؤمنون للمنازعة نعد للإنكار والله معكم، وهذا غير مراد قطعًا لأن الآية إنكار على المخاطبين، ولذا اضطر الرازي ٨/ ١٤٧ لما جوزّ هذا الوجه أن يقيد المؤمنين بقوله: فإن الله لا يكون إلا مع المؤمنين الذين لا يرتكبون الذنوب. اهـ. ولا عصمة إلا للأنبياء.
(١) وقد اقتصر عليه ابن جرير ١٣/ ٤٥٠، وأبو الليث السمرقندي ٢/ ١٢، وابن كثير ٢/ ٣٠٨، وصححه القرطبي ٧/ ٣٨٧.
(٢) انظر: "البحر المحيط" ٤/ ٤٧٩، وقد ذكر أنه قول الجمهور، ولم أجده فيما بين يدي من كتب أهل المعاني.
(٣) لم أقف على مصدره.
(٤) رواه بلفظ مقارب الثعلبي ٦/ ٥٠ أ، وأنظر: "الوسيط" ٢/ ٤٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>