للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٦١ - قوله: {ذَلِكَ} أي: ذلك النصر الذي أنصره من بُغي عليه بأنّي القادر على ما أشاء، فمن قدرته أنَّه {يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ} الآية (١). ومن قدر على ذلك قدر على نصرة من شاء ومعنى {يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ} قد سبق فيما مضى.

قوله: {وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} قال ابن عباس: {سَمِيعٌ} لدعاء محمد ومن معه من المؤمنين {بَصِيرٌ} بهم حيث جعل فيهم البرَّ (٢) والتقوى والدين (٣).

٦٢ - قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ} أي: ذلك الذي فعل من نصر المؤمنين بأنّه (٤) {هُوَ الْحَقُّ} أي: ذو الحق في قوله وفعله، فدينه حق وعبادته حق، كل ما يصدر عنه من أمر ونهي حق، والمؤمنون الذين آمنوا به وصدقوا رسوله هم المحقون؛ فيستحقون من الله النصر.

{وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ} أي: الذي ليس بشيء ولا ينفع عبادته. قاله مقاتل (٥).

{وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ} العالي على كل شيء بقدرته، والعالي عن الأشباه والأشكال (٦) {الْكَبِيرُ} الذي كل شيء سواه يصغر مقداره.


(١) "تفسير الطبري" ١٧/ ١٩٥، الثعلبي ٣/ ٥٦ أ.
(٢) في (د)، (ع): (البر والفاجر)، بزيادة (والفاجر)، وهو خطأ.
(٣) ذكره ابن الجوزي ٥/ ٤٤٧ مختصرًا من غير نسبة.
(٤) في (أ): (وأنَّه).
(٥) "تفسير مقاتل" ٢/ ٢٧ أ.
(٦) الحق أنَّ "العلي" يتضمن ثلاثة أمور، وهي علو الذات وعلو القدر وعلو القهر. وكلام المؤلف هنا حيدة منه عن إثبات علو الذات. وانظر بيان ذلك في قسم الدراسة عند الكلام على عقيدة المؤلف.

<<  <  ج: ص:  >  >>