للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{لَنَا عَابِدُونَ} قال ابن عباس: مطيعون (١) (٢).

قال أبو عبيدة: العرب تسمي كل من دان لملك عابدًا له، ومن ذلك قيل (٣) لأهل الحيرة (٤): العباد؛ لأنَّهم كانوا أهل طاعة لملوك العجم (٥).

وقال المبرد: العابد: المطيع والخاضع، ومنه اشتق العبد. ومنه قوله: {يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ} [مريم: ٤٤] أي: لا تطعه (٦) (٧).

٤٩ - قوله: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ} قال الكلبي ومقاتل (٨): يعني التوراة جملة واحدة.


(١) في (أ): (يطيعون).
(٢) ذكره الثعلبي ٣/ ٦١ ب، والبغوي ٥/ ٤١٩، وابن الجوزي ٥/ ٤٧٥، وذكره الماوردي في النكت ٤/ ٥٥ وعزاه لابن عيسى.
(٣) في (ظ)، (ع): (قال).
(٤) الحيرة -بكسر لحاء ثم سكون الياء-: مدينة كانت على ثلاثة أميال من الكوفة. "معجم البلدان" ٣/ ٣٧٦.
(٥) انظر: "مجاز القرآن" ٢/ ٥٨٩. والعبارة فيه: وكل من دان لملك هو عابد له، ومنه سمي أهل الحيرة العباد.
أمّا ما ذكره الواحدي (العرب تسمي ...) وكذلك زيادة (لأنهم كانوا أهل طاعة ... العجم) فهذه العبارة من قول (والعرب ... العجم) ذكرها الطبري في "تفسيره" ١٨/ ٢٥ وكذلك الثعلبي ٣/ ٦١ ب.
فالواحدي نقلها إمّا من الطبري أو من الثعلبي وهو الأقْرب، ثم نسبها إلى أبي عبيدة. والله أعلم.
(٦) في (ظ): (لا تطيعه).
(٧) انظر: (عبد) في "تهذيب اللغة" للأزهري ٢/ ٢٣٤، ٢٣٦، "الصحاح" للجوهري ٢/ ٥٠٣.
(٨) "تفسير مقاتل" ٢/ ٣١ أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>