للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال النحويون: إذا استثنينا (١) زائدًا من ناقص لحق بالأول، كما لو قال: لك عندي ألف إلا الألفين، فقد أقر بثلاثة الآلاف لأنه استثنى زائدًا من ناقص، ومعنى (إلا) هاهنا كمعنى الواو، وكذلك في الآية، الذي يشاؤه (٢) الله من الخلود أكثر من مدة كون السموات والأرض، وكأن المعنى ما دامت السموات والأرض وما شاء ربك مما يريد إلى ما لا يتناهى (٣)، وقوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ}، قال ابن عباس في رواية عطاء: يريد من إخراج أهل التوحيد من النار.

١٠٨ - قوله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا}، يقال (٤) سَعِدَ فلان يَسْعَدُ سعادة وسَعْدًا فهو سعيد نقيض شقي، وقرأ أهل الكوفة {سُعِدُوا} بضم


= ورجح أبو حيان مذهب البصريين، قال: وإثبات (إلا) بمعنى الواو لا يقوم عليه دليل والاستثناء سائغ فيما ادُّعي فيه أن (إلا) بمعنى (الواو).
راجع: "الإنصاف" ١/ ٢٦٦ - ٢٧٢، "البيان في غريب إعراب القرآن" ٢/ ٢١٩،
"معاني القرآن" للفراء ١/ ٨٩ - ٩٠، ٢/ ٢٨٧ - ٢٨٨، "مجاز القرآن" ١/ ٦٠، "البحر المحيط" ١/ ٤٤٢، "معاني القرآن" للأخفش ١/ ١٥٢، "التبيين" ٤٠٣، "الصحاح" (إلا) ٦/ ٢٥٤٥، "لسان العرب" (إلا) ١/ ١٠٤، "القاموس المحيط" (إلا) ٩٦٢، "معاني الحروف" / ١٢٨، "سر صناعة الإعراب" ١/ ٣٠٣، "بدائع الفوائد" ٣/ ٧٠ - ٧١.
(١) في (ي): (استثنى).
(٢) في (ب): (يشاء).
(٣) قال القرافي -بعد أن ذكر الأقوال الذي الاستثناء في هذه الآية-: وهذه كلها أقوال لا حاجة إليها ولا ضرورة، بل الاستثناء صحيح على بابه لمقتضى ظاهر اللفظ، وأنه ما تقدم من الدوام قبل الدخول هذا كله إذا قلنا سموات الدنيا وأرضها، وإن قلنا سموات الجنة وأرضها وسماء النار وأرضها فهي تدوم لا إشكاك في الدوام. أ. هـ "الاستغناء في معنى الاستثناء" /٤٢٠.
(٤) "تهذيب اللغة" (سعد) ٢/ ١٦٩٠، اللسان (سعد) ٤/ ٢٠١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>