للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعلى الوجه الأول: الخطاب لأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذين يسمعون كلامه.

وعلى الثاني: الخطاب عام لكل من بلغته دعوته، وعلى هذا فالله تعالى أوجب طاعة الرسول على من سمع ما أتى به، فدل هذا على أن من لم يسمع ذلك ممن لم تبلغه الدعوة لم تجب الطاعة عليه.

٢١ - قوله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ}، قال ابن عباس: يعني اليهود، قريظة والنضير وبني قينقاع (١)، وهو قول الحسن (٢).

وقال مقاتل: يعني المنافقين (٣) الذين يظهرون الطاعة ويسرون المعصية، ويقولون سمعنا سماع قابل، وليسوا كذلك، وهو قول ابن إسحاق (٤).

وقيل: هو من صفة المشركين، جُعلوا بمنزلة من لم يسمع؛ لأنهم لم ينتفعوا بالمسموع، وهذا اختيار أبي إسحاق، قال: ومعنى قوله: {سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ} أنهم (٥) استمعوا سماع (٦) عداوة وبغضاء فلم يتفهموا (٧)،


(١) ذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" ٣/ ٣٣٧، وانظر: "الوسيط" ٢/ ٤٥١.
(٢) ذكره أبو حيان في "البحر المحيط" ٤/ ٤٧٩ - ٤٨٠ بلفظ: هم أهل الكتاب.
(٣) انظر: "تفسير مقاتل" ١١٩ أ. وما بعد كلمة (المنافقين) من كلام المؤلف توضيحًا لقول مقاتل.
(٤) انظر: "السيرة النبوية" لابن هشام ٢/ ٣١٤.
(٥) في "معاني القرآن وإعرابه" للزجاج: لأنهم.
(٦) في المصدر السابق: استماع.
(٧) في (ح): (يتفقهوا). والمثبت موافق للمصدر.

<<  <  ج: ص:  >  >>