للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأهليكم وتتركون الهجرة فأقيموا غير مثابين حتى يفتح الله مكة فيسقط فرض الهجرة، ولا يكون الأمر بالتربص أمر إباحة (١) بل هو أمر تهديد، وقال الحسن: {حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ} أي: من عقوبة عاجلة أو آجلة" (٢)، وهذا أقرب؛ لأنه أليق بالوعيد.

وقوله (٣): {وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} أي: الخارجين عن طاعته إلى معصيته، وهذا أيضًا تهديد لهؤلاء بحرمان الهداية.

٢٥ - قوله تعالى: {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ} الآية، النصر: المعونة على العدو خاصة، والمواطن، وهو كل مقام أقام به الإنسان لأمر، ومثله الوطن (٤)، والأوطان: كالمواطن، وأوطن فلان أرض كذا: أي: اتخذها محلا ومسكنًا يقيم فيها (٥)، قال الزجاج: "في مواطن: أي في أمكنة" (٦)، وقال الفراء: "مواطن لا تنصرف؛ لأنه مثال لم يأت عليه شيء من الأسماء المفردة (٧)، وأنه غاية للجمع إذا انتهى الجمع إليه فينبغي


= (ومن فسر أمر الله بفتح مكة فقد ذهل؛ لأن هذه السورة نزلت بعد الفتح). وانظر ما يؤكد قوله في: "تفسير ابن جرير" ١٠/ ٩٨.
(١) في (ى): (أمرًا بإباحة)، والصواب ما أثبته.
(٢) ذكره الماوردي في "النكت والعيون" ٢/ ٣٤٩، والزمخشري في "الكشاف" ٢/ ١٨١، وبمعناه ابن الجوزي في "زاد المسير" ٣/ ٤١٣.
(٣) من (م).
(٤) في (ى): (الموطن).
(٥) انظر: كتاب "العين" (وطن) ٧/ ٤٥٤، و"تهذيب اللغة" (وطن) ٤/ ٣٩١١.
(٦) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ٤٣٩.
(٧) يعني الأسماء التي تدل على الواحد، قال الزجاج في "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ٤٤٠: "ومعنى ليس على مثال الواحد: أي ليس في ألفاظ الواحد ما جاء على لفظه، وأنه ألا يجمع كما يجمع الواحد جمع تكسير". =

<<  <  ج: ص:  >  >>