للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وذكر في هذه الآية أنها مع كونها مخلوقةً مواتٌ غيرُ ذات روح وأنها مبعوثة، وهي لا تعلم متى وقت بعثها، وكل هذا يدل على جهل من عبدها أو أشركها بالله تعالى.

٢٢ - قوله تعالى: {إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} مضى الكلام في هذا في سورة البقرة [١٦٢].

وقوله تعالى: {فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ} الآية دخلت الفاء للإتباع دون العطف، ذكر الله تعالى دلائل وحدانيته ثم أخبر أنه واحد لا نظير له ولا كفء ولا شريك، ثم أتبع هذا إنكار الكفار وحدانيته، وقال: {قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ}، أي: جاحدة غير عارفة ولا مُقِرَّة بالحق من توحيد الله، وقال ابن عباس: منكرة لهذا القرآن (١)، وذكرنا معنى الإنكار عند قوله: {نَكِرَهُمْ} في سورة هود [٧٠].

وقوله تعالى: {وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ}، أي: ممتنعون من قبول الحق، والاستكبار: الترفع بترك الإذعان للحق، قال ابن عباس: {وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ}: عن عبادة الله.

٢٣ - قوله: {لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ} الآية، ذكرنا معنى لا جرم، والخلاف فيه في سورة هود عند) (٢) قوله {لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ} [هود: ٢٢] , وليس يحتمل هاهنا من تلك الأقوال إلا قولًا واحدًا، وهو أن يكون بمعنى: حقًّا، وبهذا فسره ابن عباس (٣) واختاره الزجاج، فقال: حقًّا أن


(١) ورد غير منسوب في "تفسير هود الهواري" ٢/ ٣٦٤.
(٢) في نسخة (أ) ما بين القوسين كتب على الهامش.
(٣) انظر: "تنوير المقباس" ص ٢٨٤، وورد بلا نسبة في "تفسير الطبري" ١٤/ ٩٤، والسمرقندى ٢/ ٢٣٢، والثعلبي ٢/ ١٥٥ ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>