للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولم يذكروا لمناة اشتقاقًا (١). وكان ابن كثير يقرؤها بالمد والهمز (٢).

قال أبو علي الفارسي: لعل (مناءة) بالمد لغة ولم أسمع بها من أحد من رواة اللغة، وقد سمّوا زيد مناة، وعبد مناة ولم أسمع بالمد، قال جرير:

أزيدَ مناةَ توعِدُ يَابْنَ تيم ... تَبَيَّنْ أَيْنَ تَاهَ بكَ الوَعيدُ (٣)

{الثَّالِثَةَ} نعت لمناة؛ يعني الثالثة للصنمين اللذين ذكرهما، وهذه ثالثتهما في الذكر، و {الْأُخْرَى} نعت لمناة أيضًا.

٢١ - قوله تعالى: {أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى} مذهب جماعة من المفسرين أن هذه الآية وما بعدها معترضة بين قصة الأصنام، فإن هذه لا تعلق لها بما قبلها (٤)، ومعناها الإنكار عليهم حيث جعلوا الملائكة بنات الله.

قال عطاء عن ابن عباس: وذلك أن المشركين قالوا: الملائكة بنات


= وخزاعة: قبيلة من الأزد من القحطانية، وكانوا بأنحاء مكة في مر الظهران وما يليه من جبالهم الأبواء، وهو جبل شامخ مرتفع ليس عليه شيء من النبات. "معجم قبائل العرب" ١/ ٢٣٨.
(١) وفي "الصحاح" .. من قولك منوت الشيء. "اللسان" ٣/ ٥٤١ (مني).
وقال النحاس: من مَنَى الله -عز وجل- عليه الشيء: أي قدَّره. "إعراب القرآن" ٣/ ٢٦. وقيل: من مني يمني: صب؛ لصب دماء النحائر عندها. "الإتحاف" ص ٤٠٣. وانظر: "الكشاف" ٤/ ٣٩، و"محاسن التأويل" ١٥/ ٥٥٧١.
(٢) قرأ ابن كثير (ومَنَاءَةَ) بهمزة مفتوحة بعد الألف فيمد مدًا متصلاً. وقرأ الباقون "مناة" انظر: "حجة القراءات" ص ٦٨٥، و"النشر" ٢/ ٣٧٩، و"الإتحاف" ص ٤٠٣.
(٣) انظر: "ديوان جرير" ١/ ٣٣٢، و"الحجة للقراء السبعة" ٦/ ٢٣٢، "البحر المحيط" ٨/ ١٦١، و"المُحرر" ١٥/ ٢٦٧.
(٤) قال النحاس: يجوز أن يكون مقدمًا ما ينوي به التآخير. "إعراب القرآن" ٣/ ٢٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>