للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المتأولين: (المعنى: وآتيناه من كل شيء بالخلق إليه {سَبَبًا} أي: علما ومعونة) (١).

٨٥ - وقوله تعالى: {فَأَتْبَعَ سَبَبًا} قال مجاهد: (طريقًا بين المشرق والمغرب) (٢). وهو قول قتادة، والضحاك، وابن زيد، والكلبي وجميعهم (٣). قال أبو عبيدة: (اتبع طريقًا وأثرا) (٤). والمعنى على هذا: أنه، اتبع طريقًا يؤديه إلى مغرب الشمس. وعلى هذا السبب الثاني غير الأول؛ لأن معناه: الطريق، والأول بمعنى: العلم.

وقال أبو إسحاق: (فأتبع سببا من الأسباب التي أوتي) (٥). وذلك أنه أوتي من كل شيء سببا فأتبع من تلك الأسباب التي أوتي سببا في المسير إلى المغرب. وعلى هذا القول هما سواء. والقراءة الجيدة: فاتبع، وقرئ: فأتبع بقطع الألف (٦). قال الأصمعي: (ومعناه: لحق، يقال: أتبعْتُ القوم لحقتهم، واتَّبع إنما هو أن يتتبع آثارهم وإن لم يلحقهم) (٧). وذكرنا هذا عند


(١) ذكرت كتب التفسير نحوه. انظر: "بحر العلوم" ٢/ ٣١٠، "معالم التنزيل" ٥/ ١٩٨، "لباب التأويل" ٤/ ٢٢٩، "القرطبي" ١١/ ٤٨، "التفسير الكبير" ٢١/ ١٦٥.
(٢) "جامع البيان" ١٦/ ١٠، "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ١١٣، "الدر المنثور" ٤/ ٤٤٥.
(٣) "جامع البيان" ١٦/ ١٠، "بحر العلوم" ٢/ ٣١٠، "زاد المسير" ٥/ ١٨٥.
(٤) "مجاز القرآن" ١/ ٤١٣.
(٥) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٣٠٨.
(٦) قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو البصري: (فاتبع) بالوصل والتشديد. وقرأ عاصم، وابن عامر، وحمزة، والكسائي: (فأتبع) بالقطع والتخفيف. انظر: "السبعة" ص ٣٩٨، "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ١٦٦، "التبصرة" ص ٢٥١، "النشر" ٢/ ٣١٤.
(٧) "إعراب القرآن" للنحاس ٢/ ٢٩٠، "لسان العرب" (تبع) ١/ ٤١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>