للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي هذه الآية إشارَهٌ إلى أنَّ (١) مَنْ كان مؤمنًا، لا يَنْبَغِي له أن يَضْعُفَ لِمَا يَنَاله مِن مُصِيبَةٍ في الدُّنْيَا، بل يجب أن يسكن نفسُهُ، وينتفي حزْنُهُ بما هو عليه مِن الاستعلاء، والفوز بالأُمْنِيَةِ في العاقِبة.

١٤٠ - قوله تعالى: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ} الآية.

مَعْنَى {يَمْسَسْكُمْ}: يُصِبْكم (٢). يقال: (مَسَّهُ أَمْرُ كذا)، [أو] (٣) (مَسَّتْهُ الحَاجَة)؛ أي: أصابته. وتأويله: لَصِقَ بِهِ، وأصابَهُ في ذاته (٤).

و (القَرْحُ): قُرِئ بِضَمِّ القَافِ، وفَتْحِه (٥).

قال أهل اللغة (٦): هُمَا لُغَتَانِ في عَضِّ السِّلاح ونَحْوِهِ، مِمَّا يَجْرَحُ [الجَسَدَ] (٧)، مثل: (الوَجْد، والوُجْد) (٨)، و (الضَّعْف، والضُّعْف)، وبابه (٩).


(١) أن: ساقطة من (ج).
(٢) انظر: "تفسير الطبري" ٤/ ١٠٤.
(٣) (أو): في (أ)، (ب): و. والمثبت من (ج).
(٤) أصل (المَسِّ): لمس الشيء باليد. ثم تُوُسِّعَ فيه، واستعير للتعبير عن معانٍ عدَّة. انظر: (مسس) في: "تهذيب اللغة" ٤/ ٣٣٩٤، و"اللسان" ٧/ ٤٢٠١.
(٥) القراءة بضم القاف في (قُرْح)، هي من رواية أبي بكر عن عاصم، وقراءة حمزة، الكسائي. والقراءة بفتحها (قَرْح)، من رواية حفص عن عاصم، وابن كثير، ونافع، وأبي عمرو، وابن عامر.
انظر: "علل القراءات" ١/ ١٢٦، و"الحجة" للفارسي ٣/ ٧٩، و"التبصرة" ٤٦٤.
(٦) هو قول الليث. ذكره الأزهري في: "تهذيب اللغة" ٣/ ٢٩١٨ (قرح).
(٧) ما بين المعقوفين غير مقروء في (أ)، والمثبت من (ب)، (ج).
(٨) يقال: (وَجَدَ الشيءَ، يجِدُه، جِدَةً، ووُجْدًا، ووَجْدًا، ووجودا؛ ووُجْدانًا، وإجْدانًا). وتأتي (الوُجْدُ) و (الوَجْدُ)، بمعنى: اليَسَار، والسَّعَة. انظر: "اللسان" ٨/ ٤٧٧٠ (وجد).
(٩) ومنها: (الكَرْه والكُرْه)، و (الفَقر والفُقْر)، و (الدَّف والدُّفُّ)، و (الشَّهْد والشُّهْد)،=

<<  <  ج: ص:  >  >>