للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

١١ - قوله تعالى: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ}. قال الزجاج: (إذ) موضعها نصب على معنى: وما جعله الله إلا بشرى في ذلك الوقت، قال: ويجوز أن تكون على (١): اذكروا إذ يغشيكم (٢) النعاس (٣).

واختلف القراء في {يُغَشِّيكُمُ} فقرؤوا (٤) من غشي ومن أغشى ومن غشّى (٥)، فمن قرأ (يغشاكم) فحجته قوله: {أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى} [آل عمران: ١٥٤] فكما أسند الفعل هناك إلى النعاس أو الأمنة التي هي سبب النعاس؛ كذلك في هذه الآية، ومن قرأ (يُغْشِيكم) أو (يُغَشّيكم) فالمعنى واحد، وقد جاء التنزيل بهما في قوله تعالى: {فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ} [يس: ٩] وقال {فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى} [النجم: ٥٤] وقال: {كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ} [يونس: ٢٧]،وإسناد الفعل في هذا إلى الله تعالى أشبه بما بعده من قوله (وينزل) (ويذهب).

وقوله {أَمَنَةً} منصوب مفعول له كقولك: فعلت ذلك حذر الشر، والتأويل: إن الله جل وعز أمنهم أمنًا حتى غشيهم النعاس بما وعدهم من النصر (٦).


(١) عبارة الزجاج هكذا: ويجوز على أن يكون.
(٢) في (ح) و (س): (يغشاكم)، وما في (م) موافق للمصدر التالي.
(٣) "معاني القرآن وإعرابه" للزجاج ٢/ ٤٠٣.
(٤) في (ج): (فقريء).
(٥) إذا كان الفعل (غشي) فالقراءة (يغشاكم)، وإذا كان الفعل (أغشى) فالقراءة (يُغْشِيكم)، وإذا كان الفعل (غشى) فالقراءة (يُغَشّيكم) والقراءة الأولى لابن كثير وأبي عمرو، والثانية لنافع، والثالثة لعاصم وابن عامر وحمزة والكسائي.
انظر: "التبصرة في القراءات" ص ٢٢١، و"تقريب النشر" ص ١١٨، و"إتحاف فضلاء البشر" ص ٢٣٦.
(٦) التعليل بأن الأمن بسبب وعدهم بالنصر يحتاج إلى دليل ولم أجده، ويشكل على =

<<  <  ج: ص:  >  >>