للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال مقاتل: يعني ملك الموت وأعوانه (١).

وقال الكلبي: فأسأل الملائكة الذين كانوا معنا في الدنيا (٢).

قوله: (قَالَ) أي قال الله تعالى، أو قال الذي سألهم عن قدر لبثهم.

وقرئ (قل) (٣) وهو أمرٌ للذي سألهم عن قدر لبثهم، ولا يجوز (٤) أمرًا للكافر كما قلنا في قوله: {قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ}، ولهذا فصل ابن كثير بينهما، فقرأ الأولى (قل) على الأمر وهاهنا (قال) (٥).

١١٤ - قوله: {قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} أي: ما لبثتم في الأرض إلا قليلاً.

قال الكلبي: لأنَّ كل ما هو آت قريب.

يعني أن مكثهم في القبور وإن طال فإنه قليل لأنه متناه، ويجوز أن يكون قليلاً عند طول مكثهم في عذاب جهنم لأنّه خلود لا يتناهى.


(١) "تفسير مقاتل" ٢/ ٣٣ ب.
(٢) لم أجده. قال الطبري ١٨/ ٦٣ - بعد ذكره للأقوال-: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال كما قال الله -جل ثناؤه-: "اسأل العادين". وهم الذين يعدّون عدد الشهور والسنين وغير ذلك، وجائز أن يكونوا الملائكة، وجائز أن يكونوا بني آدم وغيرهم، ولا حجَّة بأي ذلك من أيّ ثبتت صحتها، فغير جائز توجيه معنى ذلك إلى بعض العادين دون بعض.
وقال ابن عطية ١٠/ ٤١٠: وظاهر اللفظة أنَّهم أرادوا من يتصف بهذه الصّفه ولم يعينوا ملائكة ولا غيرها.
(٣) قرأ حمزة والكسائي: "قل إن لبثتم ... " الآية، على الأمر.
وقرأ الباقون: "قال" على الخبر.
"السبعة" ص ٤٤٩، "التبصرة" ص ٢٧١، "التيسير" ص ١٦٠.
(٤) في (أ): (يجوز).
(٥) انظر: "السبعة" ص ٤٤٩، "التَّبْصرة" ص ٢٧١، "التيسير" ١٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>