للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عصيتموهم (١). ونحو هذا قال مقاتل: هل ينفعونكم في شيء إذا عبدتموهم، أو يضرونكم بشيء إن لم تعبدوهم (٢).

٧٤ - {قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ} أي: كما نفعل يفعلون. وهذا إخبار أنهم قلدوا آباءهم في عبادة الأصنام، وتركوا الحجة والاستدلال فلما أقروا على أنفسهم وآبائهم بعبادة الأصنام التي لا تسمع ولا تضر (٣) ولا تنفع (٤).

قال لهم إبراهيم متبرئًا منهم:

٧٥، ٧٦ - {قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (٧٥) أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ} يعني الماضين الأولين.

٧٧ - {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي} قال الكلبي: يقول أبرأ منهم (٥). وقال مقاتل: أنا بريء منهم (٦). ومعنى عداوة الأصنام له هو ما ذكره الفراء، أي: لو عبدتهم كانوا إلى يوم القيامة ضدًا وعدوًا (٧). وكأنه ذهب إلى معنى قوله: {كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ} الآية (٨)، [مريم: ٨٢] وذكر ابن قتيبة هذه الآية في باب المقلوب؛ وقال: المعنى: فإني عدو لهم، فقلب؛ لأن كل من عاديته


(١) "تنوير المقباس" ٣٠٧.
(٢) "تفسير مقاتل" ٥١ أ.
(٣) ولا تضر. مكررة في نسخة (ج).
(٤) لا تنفع، ولا تضر ولا تسمع. في نسخة (ب).
(٥) "تنوير المقباس" ٣٠٧، وفيه: تبرأ منهم.
(٦) "تفسير مقاتل" ٥١ ب.
(٧) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٢٨١.
(٨) "تفسير الثعلبي" ٨/ ١١١ ب. والشاهد من الآية في آخرها، وهو قوله تعالى: {كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا}.

<<  <  ج: ص:  >  >>