للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} قال الحسن: نصر المؤمنين: إنجاؤهم مع الرسل من عذاب الأمم. وهو قول الكلبي ومقاتل (١). ومعنى: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا} واجبًا، يعني: وجوبًا هو أوجبه على نفسه من حيث أخبر به، وإذا أخبر بشيء حق ذلك الشيء ووُجِد على ما أخبر به. وقد أخبر أنه ينجي المؤمنين من عذاب المكذبين. ولا يجب على الله شيء ابتداءً بخلاف ما قالت القدرية. وفي هذا تبشير النبي -صلى الله عليه وسلم- بالظَفَر في العاقبة، والنصر على مَنْ كذبه.

٤٨ - قال مقاتل: ثم أخبر عن صُنعه ليعرفوا توحيده فقال: {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا} (٢) يزعجه من حيث هو {فَيَبْسُطُهُ} الله {فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ} قال مقاتل: إن شاء بسطه مسيرة يوم، أو بعض يوم، أو مسيرة أيام (٣) {وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا} أي: قطعًا (٤)، بعد أن بسطه الله يجعله قطعًا متفرقًا يسير بها الريح. وتفسير الكِسْف، قد ذكرناه في أواخر سورة بني إسرائيل (٥).


(١) "تنوير المقباس" ص ٣٤٢، و"تفسير مقاتل" ٨٠ أ.
(٢) "تفسير مقاتل" ٨٠ أ.
(٣) "تفسير مقاتل". ٨٠ أ، والمراد بذلك المطر النازل من السحاب تختلف كثرته وقلته، من مسيرة يوم، أو أيام، وهذا مقصود مقاتل، حيث قال: أو مسيرة أيام يمطرون. والظاهر من الآية بسطه في السماء قبل نزوله، بدليل ما ذكر في الآية بعد ذلك من تقطيع السحاب، ثم نزول المطر. والله أعلم.
(٤) أخرج ابن جرير ٢١/ ٥٤، عن قتادة. و"معاني القرآن" للزجاج ٤/ ١٨٩، ولم ينسبه.
(٥) عند قوله تعالى: {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا} [٩٢] قال الواحدي: =

<<  <  ج: ص:  >  >>