للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شيئًا ونودي من الجبل: يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا (١).

وقال محمد بن إسحاق: لم يحك السكين وانقلبت من حدة (٢) إلى مثنة (٣). ومنها أنه ذبح ووصل الله ما قرى بلا فصل (٤). وهذا أضعف الوجوه: لأنه لم يثبت بهذا رواية (٥).

قوله تعالى: {إِنَّا كَذَلِكَ} ابتداء إخبار من الله، وليس يتصل بما قبله من الكلام الذي نودي به إبراهيم. والمعنى: أنا كما ذكرنا من العفو عن ذبح ولده {نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}، قال مقاتل: جزاه الله بإحسانه وطاعته في أمر الذبح ومضيه على أمر الله العفو عن ابنه إسحاق (٦).

١٠٦ - قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ} أي: الاختيار


(١) انظر: "البغوي" ٤/ ٣٤، ولم أقف عليه عن السدي عند غيره. وذكر بعض المفسرين غير منسوب لأحد. انظر: "الماوردي" ٥/ ٦١، "بحر العلوم" ٣/ ١٢١، "القرطبي" ١٥/ ١٠٤.
(٢) في (ب): (فنجده)، وهو خطأ.
(٣) لم أقف عليه.
(٤) ذكره الماوردي ٥/ ٦١.
(٥) هذه الآثار التي ذكرها المؤلف رحمه الله في قصة الذبح وكيف تمت وكيف امتنع الذبح، هل قطع ثم عاد ما قُطع، أو لم تتمكن السكين من القطع إلى غير ذلك، كلها روايات منكرة لم يصح سندها ولا متنها، كما قال جمال الدين القاسمي -رحمه الله- في "تفسيره" ٨/ ١٢٠ قال: يروي المفسرون في قصة الذبح روايات منكرة لم يصح سندها ولا متنها. بل ولم تحسن، فهي معضلة تنتهي إلى السدي وكعب. والسدي حاله معلوم في ضعف مروياته وكذلك كعب ا. هـ
ولعل أكثر ما يروى في هذه القصة هو مما كان يحدِّث به كعب الأحبار حينما أسلم.
(٦) "تفسير مقاتل" ١١٣ أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>