للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خالفنا ننتصر ممن عادانا فيدلون بقوة واجتماع عليك، ووحد المنتصر بلفظ الجميع، وهو واحد في اللفظ وإن كان اسماً للجماعة كالرهط والجيش.

٤٥ - قال الله تعالى: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ} يعني جمع كفار مكة {وَيُوَلُّونَ الدُّبُر} أي ينهزمون فيولونكم أدبارهم في الهزيمة، والمراد بالدبر الإدبار، وهي من اسم الجنس الذي يؤدي عن الجميع كالدرهم والدينار، قال الفراء (١).

قال أبو إسحاق: أعلم الله نبيه -صلى الله عليه وسلم- أنه يظهره عليهم وجاعل كلمته العليا، فكانت هذه الهزيمة يوم بدر (٢).

قال المفسرون: ضرب أبو جهل فرسه يوم بدر فتقدم في الصف وهو يقول: نحن اليوم جميع منتصر من عدونا. والنبي -صلى الله عليه وسلم- يثب في درعه ويقول {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} فما كان بأسرع من أن قتل ابن مسعود أبا جهل بسيف أبي جهل، وولوا منهزمين (٣).

وقال عمر -رضي الله عنه-: لما نزلت هذه الآية جعلت أقول: أي جمع يهزم؟ فلما كان يوم بدر عرفت أنه هو (٤).


(١) انظر: "معاني القرآن" ٣/ ١١.
(٢) انظر: "معاني القرآن" للزجاج ٥/ ٩٢.
(٣) انظر: "تفسير مقاتل" ١٣٤ أ، و"الكشاف" ٤/ ٤٨.
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم، وعبد الرزاق، وابن جرير، والثعلبي، عن سعيد بن المسيب، عن عمر، وذكر ابن حجر، تخريج عبد الرزاق له في شرح حديث باب "سيهزم الجمع ويولون الدبر" عن ابن عباس، وقال: فكأن ابن عباس حمل ذلك عن عمر، وكأن عكرمة حمله عن ابن عباس عن عمر. انظر: "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٢٥٩، و"جامع البيان" ٢٧/ ٦٤، و"الدر المنثور" ٦/ ١٣٧، و"فتح البارى" ٨/ ٦١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>