للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وحسيبًا منصوب على وجهين: أحدهما الحال. المعنى: وكفى بالله في حال الكفاية والحساب، الثاني: يكون منصوبًا على التمييز، على معنى: كفى الله من الكِفاء والمحاسبين (١).

٧ - قوله تعالى: {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ} الآية. قال المفسرون: كانت العرب في الجاهلية لا تورث النساء ولا الصغار شيئًا وإن كانوا ذكورًا، وإنما كانت تورث الكبار ومن طاعن بالرماح وحاز الغنيمة، فأبطل الله عز وجل ذلك، وأعلم أن حق الميراث على ما ذُكر من القرض (٢).

وقوله تعالى: {نَصِيبًا مَفْرُوضًا}. قد ذكرنا معنى الفرض فيما تقدم (٣). واختلفوا في انتصاب قوله: {نَصِيبًا}، فقال الفراء (٤): لأنه اسم في موضع المصدر، كقولك: قسمًا واجبًا وحقًّا لازمًا (٥).

ولو كان اسمًا (ليس في معنى المصدر) (٦) لم ينصب (نحو: لك عندي حق درهمًا) (٧)، ومثله مما ينصب قولك: لك عندي درهمان هبة


(١) انظر: "البحر المحيط" ٣/ ١٧٤، "الدر المصون" ٣/ ٥٨٧، ورجح السمين الوجه الثاني.
(٢) ذكر السيوطي نحوه عن ابن عباس من طريق الكلبي في "لباب النقول" ص ٦٤، "الدر المنثور" ٢/ ٢١٧، وانظر: "الطبري" ٤/ ٢٦٢، و"الثعلبي" ٤/ ١٦ ب، "الوسيط" بتحقيق بالطيور ٢/ ٤٥١، و"أسباب النزول" للمؤلف ص ١٤٨، والبغوي ٢/ ١٦٩، و"زاد المسير" ٢/ ١٨، وابن كثير ٢/ ٤٩٤، و"الدر المنثور" ٢/ ٢١٨.
(٣) انظر: "البسيط" النسخة الأزهرية ١/ ل١٢٢.
(٤) في "معاني القرآن" ١/ ٢٥٧.
(٥) هذا المثال ليس في معاني الفراء - حسب المطبوع.
(٦) في "معاني الفراء" جاءت كلمة: (صحيحًا) بدل ما بين القوسين هنا.
(٧) ما بين القوسين عند الفراء: ولكنه بمنزلة قولك: لك على حق حقًا، ولا تقول: لك علي حق درهمًا فكأن المؤلف تصرف في العبارة.

<<  <  ج: ص:  >  >>