للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإذا لم يحدث استحالت إذ كانت الرؤية تدل على وجود المرئي.

وقوله تعالى: {فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}، قال ابن عباس: (يوقفكم على أعمالكم فيثيب المحسن ويعاقب المسيء) (١)، كما (٢) قال تعالى: {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا} [النجم:٣١] الآية، ومثل هذه الآية قد تقدم في هذه السورة (٣).

١٠٦ - وقوله تعالى: {وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ} الآية، ذكرنا الكلام في معنى الإرجاء في سورة الأعراف، وهو تأخير الأمر إلى وقت، وسميت المرجئة (٤) لأنهم لا يجزمون القول بمغفرة التائب ولكن يؤخرونها (٥) إلى مشيئة الله تعالى.


(١) ذكره المؤلف في "الوسيط" ٢/ ٥٢٣.
(٢) من (ى).
(٣) يعني الآية: ٩٤.
(٤) المرجئة فرق شتى ومذاهب مختلفة، وهم أربعة أصناف: مرجئة الخوارج، ومرجئة القدرية، ومرجئة الجبرية، والمرجئة الخالصة، وإذا أطلق لفظ المرجئة فالمراد بهم الصنف الأخير، وهم القائلون إن فعل الأعمال الصالحة، وترك المحظورات البدنية لا يدخل في مسمى الإيمان، وقد افترقوا في تعريف الإيمان إلى اثنتي عشرة فرقة، كما ذكر الأشعري، وذكر ابن تيمية أنهم صاروا على ثلاثة أقوال:
الأول: قول علمائهم وأئمتهم إن الإيمان تصديق القلب وقول اللسان.
الثاني: قول الجهمية إن الإيمان تصديق القلب فقط.
الثالث: قول الكرامية إن الإيمان قول اللسان فقط.
انظر: مقالات الإسلاميين ١/ ٢١٣، و"الملل والنحل" للشهرستاني ١/ ١٣٩، و"مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية" ١٢/ ٤٧١، ١٣/ ٥٥.
(٥) في (ي): (يرجونها).

<<  <  ج: ص:  >  >>