للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ} أي: بتحريق إبراهيم؛ لأنه يعيبها ويطعن عليها، فإذا حرقتموه كان ذلك (١) نصرًا منكم إياها.

{إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ} قال ابن إسحاق (٢): إن كنتم ناصريها، أي: لا تنصروها منه إلا بالتحريق بالنار (٣).

قال ابن عباس: ففعلوا ذلك، وألقوه في الجحيم، ثم نجاه الله منها، ووقاه حرها، وهو:

٦٩ - قوله تعالى: {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا} قال السدي: وكان جبريل هو الذي ناداها (٤) (٥). فقال: {يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا} أي: ذات برد وسلامة.

قال ابن عباس: لو لم يتبع بردها (سلامًا) لمات إبراهيم من بردها (٦).


(١) ذلك: في حاشية (ع) .. وعليها علامة التصحيح.
(٢) في (د)، (ع): (أبو إسحاق)، وهو تصحيف. والصواب ما في (أ)؛ لأن هذا كلام ابن إسحاق كما سيأتي تخريجه، وليس هذا النص موجودا في "معاني القرآن" للزجاج.
(٣) رواه الطبري ١٧/ ٤٣ عن ابن إسحاق.
(٤) في (د)، (ع): (ناداه)، وهو خطأ.
(٥) ذكره الثعلبي في "الكشف والبيان" ٣/ ٣٢ أ. ورواه الطبري ١٧/ ٤٤، وذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٥/ ٦٣٩ وعزاه لابن جرير وابن أبي حاتم. قال أبو حيان في "البحر" ٦/ ٣٢٨: والظاهر أن القائل (قلنا يا نار) هو الله تعالى. وقال الرازي ٢٢/ ١٨٨، وهو قول الأكثرين أن القائل هو الله تعالى، وهو الأليق الأقرب بالظاهر.
(٦) "الكشف والبيان" للثعلبي ٣/ ٣١ أ. ورواه الطبري ١٧/ ٤٤، وذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٥/ ٦٤٠ وعزاه للفريابي وعبد ابن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم. وهذه الرواية عن ابن عباس منقطعة؛ لأنها من رواية السدي عن ابن عباس، والسدي لم يلق ابن عباس. وسيأتي نحوه عن علي -رضي الله عنه-. وهي رواية ضعيفة كما سيأتي تقريره.

<<  <  ج: ص:  >  >>