للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بالغة {إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} استوثقتم بها منه فلا تنقطع. أعهدكم (١) إلى يوم القيامة بأن لكم الذي تقضون لأنفسكم من الخير (٢).

وقال عطاء: يريد ألكم عهد مني ألا أصيبكم بعذاب ولا عقوبة (٣).

ومعنى {بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} أي: متناهية في التأكيد تنتهي إلى يوم القيامة. فتكون (إلى) من صلة (بالغة). هذا قول الكسائي (٤). ويجوز أن يكون (إلى) من صلة الأيمان، أي: أيمان إلى يوم القيامة. ويكون معنى (بالغة) مؤكدة، كما تقول جيد بالغ وكل شيء متناه في (٥) الصحة والجودة فهو بالغ (٦). ويدل على هذا المعنى قراءة الحسن (بالغةً) بالنصب (٧) على معنى حقًّا. كأنه قيل: أيمان علينا حقًّا بلغت حقيقة التأكيد، هذا كله معنى قول الفراء (٨). وقال أبو إسحاق: أي حلف لكم على ما تدعون في حكمكم (٩).

٤٠ - ثم قال لرسوله -صلى الله عليه وسلم-: {سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ (٤٠)} أيهم كفيل لهم بأن لهم في الآخرة ما للمسلمين. وذكرنا معنى الزعيم عند قوله: {وَأَنَا بِهِ


(١) (س): (عهدكم).
(٢) انظر: "تفسير مقاتل" ١٦٣/ ب.
(٣) لم أجده.
(٤) انظر: "التفسير الكبير" ٣٥/ ٩٣.
(٥) (ك): (فهو في)، والتصحيح من "الوسيط".
(٦) انظر: "الوسيط" ٤/ ٣٣٨، و"التفسير الكبير" ٣٠/ ٩٣، و"زاد المسير" ٨/ ٣٣٩.
(٧) قرأ الجمهور {بَالِغَةٌ}. وقرأ الحسن، وزيد بن علي (بالغة) بالنصب على الحال. انظر: "معانى الفراء" ٣/ ١٧٦، و"البحر المحيط" ٨/ ٣١٥، و"الإتحاف" (٤٢١).
(٨) (س): (هذا كله معنى قول الفراء) زيادة. وانظر: "معاني القرآن" للفراء ٣/ ١٧٦.
(٩) انظر: "معاني القرآن" ٥/ ٢٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>