للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عجيب نبيه من تركهم الحق وإتيانهم الباطل (١) في زعمهم.

٣١ - قوله تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ}، قال أبو عبيد: الأحبار: "الفقهاء" (٢)، واختلفوا في واحده فبعضهم يقول: حَبْر، وبعضهم يقول حِبْر، قال: وقال الفراء: "إنما هو حِبْر، يقال ذلك للعالم".

وقال الأصمعي: "لا أدري أهو الحَبر أو الحِبر للرجل العالم" (٣).


= والله تعالى بكل شيء عليم، فلا يجوز عليه أن لا يعلم سبب ما تعجب منه، بل يتعجب لخروجه عن نظائره تعظيمًا له، والله تعالى يعظم ما هو عظيم، إما لعظمة سببه، أو لعظمته، فإنه وصف بعض الخير بأنه عظيم، ووصف بعض الشر بأنه عظيم". "مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية" ٣/ ١٤١، ٦/ ١٢٣.
وقد دل على صفة العجب قوله تعالى: {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ} [الصافات: ١٢] بضم التاء على قراءة الكوفيين غير عاصم كما في "الغاية" ص ٢٤٩، وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - "عجيب الله من قوم يدخلون الجنة في السلاسل". رواه البخاري (٣٠١٠)، كتاب الجهاد، باب الأسارى في السلاسل ٤/ ١٤٥، انظر: "تفسير ابن جرير" ٢٣/ ٤٣ (ط الحلبي)، و"قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر" ص ٦٩.
(١) في (ج): (بالباطل).
(٢) لم أجده إلا في "تفسير الرازي" ١٦/ ٣٧، وهو كثير النقل من "البسيط" للواحدي، ويغلب على الظن أنه وهم من المؤلف فإن عبارة أبي عبيد في "غريب الحديث" ١/ ٦٠ نصها: وأما الحبر من قول الله تعالى: {مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ} فإن الفقهاء يختلفون فيه فبعضهم يقول: حَبْرٌ، وبعضهم يقول: حِبْرٌ، وقال الفراء: "إنما هو حِبْرٌ يقال للعالم ذلك".
فلعل المؤلف نظر نظرة عجلى إلى هذا النص وحسب أن كلمة (الفقهاء) فيه تفسير للأحبار، لا سيما أنه موطن اشباه، والله أعلم.
(٣) ا. هـ. كلام أبي عبيد، و"غريب الحديث" ١/ ٦١، وانظر: قول الفراء أيضًا في "تهذيب اللغة" (حبر) ١/ ٧٢١، و"تفسير ابن جرير" ١٠/ ١١٣ - ١١٤ ولم أجده في "معاني القرآن".

<<  <  ج: ص:  >  >>